عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"القاهرة" تستحضر روح "حريق 52".. التهم 700 محل واختتم بتطبيق الأحكام العرفية

حريق القاهره - حريق
حريق القاهره - حريق محافظة القاهرة

شهدت مصر في الآونة الأخيرة مشاهد متعددة بين الألم والحزن وضياع الممتلكات وأرزاق البلاد والعباد، حيث محافظات مصر نشوب العديد من الحرائق التي أودت بكثير من العقارات والمحال والوثائق التاريخية النادرة بالمحافظة.

وأعاد لنا مشهد الحرائق المتكررة وخسائرها الفادحة الحريق الذي نشب بالقاهرة عام 1952 والذي عرف باسم حريق القاهرة وتسبب في خسائر أدت إلى إيقاف حركة الدولة.

حريق القاهرة
هو حريق كبير اندلع في 26 يناير 1952 في عدة منشآت في مدينة القاهرة، فخلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة وذلك في الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا والساعة الحادية عشرة مساءً التهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و13 فندقًا كبيرًا منها شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و92 حانة، و16 ناديًا، وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، وقد ذكر محمد نجيب في مذكراته أن القتلى كانوا 46 مصريًا و9 أجانب.

كما أدى الحريق إلى تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت، وقد أجمعت المصادر الرسمية وشهود العيان على أن الحادث كان مدبرًا وأن المجموعات التي قامت بتنفيذه كانت على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، وأنهم على معرفة جيدة بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق، وعلى درجة عالية من الدقة والسرعة في تنفيذ العمليات التي كُلِّفوا بها، كما كانوا يحملون معهم أدوات لفتح الأبواب المغلقة ومواقد إستيلين لصهر الحواجز الصلبة على النوافذ والأبواب، وقد استخدموا نحو 30 سيارة لتنفيذ عملياتهم في وقت قياسي، كما أن اختيار التوقيت يعد دليلًا آخر على مدى دقة التنظيم والتخطيط لتلك العمليات، فقد اختارت هذه العناصر بعد ظهر يوم السبت حيث تكون المكاتب والمحلات الكبرى مغلقة بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع، وتكون دور السينما مغلقة بعد الحفلة الصباحية.

تطبيق الأحكام العرفية
وفي نفس ليلة الحريق قدم رئيس الوزارة النحاس باشا استقالته، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى.

وتم تعيين النحاس باشا حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة، فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أو أكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس.