عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

68 عامًا على "النكبة".. والفلسطينيون يقاومون.. وأمريكا لا تهتم غير بأمن إسرائيل.. والسلام لا يزال بعيدًا عن الجميع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في الذكرى الـ68 للنكبة الفلسطينية التى راح ضحيتها وطن بأكمله؛ لا حاجة لتحويل هذه الذكرى الأليمة لحائط مبكى فلسطيني أو عربي أو اجترار المزيد من الأحزان والدموع، فيما قد يكون من الدال والإيجابي حقا ملاحظة أن "حنظلة مازال يقاوم"، كما أن ثمة حاجة لتأمل جذور الثقافة التي أنتجت هذه النكبة.

ككائن معذب وغاضب ومقاوم، جاء "حنظلة" الغاضب - المقاوم الفلسطيني العربي الأشهر في تاريخ الكاريكاتير، كما ابتدعه الفنان الراحل ناجي العلي الذي أبكى عشاق فنه بشخصيته الطفولية الخالدة، بيديه المعقودتين خلف ظهره في تناوله للمذابح التي تعرض لها الفلسطينيون والعرب، ليدين مع شخصيته الكاريكاتورية الآخرى "فاطمة" وبلسان الشارع العربي ثقافة النكبة.

وفيما أكدت مصر في مجلس الأمن الدولي، على لسان وزير خارجيتها سامح شكري أن "ظهور صراعات جديدة في المنطقة لن ينسينا القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في العيش في وطن آمن"، فإن شكري نفسه لفت إلى حقيقة دالة، هي أنه "منذ اندلاع الصراع العربي- الإسرائيلي منذ ما يقرب من 70 عاما بدأ الفكر المتطرف في الانتشار بين الدول العربية". 



68 عاما على النكبة
وواقع الحال أن الفكر السياسي العربي مدعو في الذكرى 68 لمزيد من الإنتاج الثقافي حول الحقيقة التي تحدث عنها وزير خارجية مصر بشأن العلاقة بين النكبة الفلسطينية وانتشار التطرف، وتأكيده في الجلسة الوزارية الأخيرة لمجلس الأمن الدولي على أن "عودة الاستقرار للمنطقة العربية لن تتحقق إلا بإقامة دولة حقيقية للفلسطينيين وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي".

كما أن الفكر السياسي العربي مدعو لمزيد من فهم المعنى العميق الذي تقوم عليه إسرائيل تاريخيا وثقافيا وعقائديا.. فهي وإن كانت لا تزال دولة مغتصبة وعدوانية تحظى بدعم الغرب، فإنه من الصحيح أيضا القول إن هذا الوصف بحاجة لمزيد من الإضاءة الداخلية وكشف الجديد من العلاقات الدالة مع المتغيرات المتلاحقة إقليميا ودوليا واتجاهات التغير عالميا.

ولئن حق التساؤل عن "موقع حنظلة في اهتمامات عواصم القرار الدولي والقوى العظمى ومنظمات حقوق الإنسان في الغرب"، فقد تكون الإجابة في ثنايا طرح نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية امس للسناتور تيد كروز حول ما أعلنته طهران عن تطوير صواريخ باليستية جديدة واهتمامه المفرط بأمن إسرائيل، دون أن يتطرق ولو بكلمة عن أمن بقية دول المنطقة، ناهيك عن "آلام حنظلة في الذكرى ال68 لنكبته".


الصواريخ الباليستية الإيرانية
فاللافت أن يكتب تيد كروز في "نيويورك تايمز" طرحا حول الصواريخ الباليستية الإيرانية الجديدة التي قيل إن مداها يصل إلى 2000 كيلومتر، أي أنها قادرة على الوصول لأي هدف في منطقة الشرق الأوسط، غير أن هذا السناتور الجمهوري لا يعنيه في ذلك كله سوى إسرائيل.

فإسرائيل - كما يقول تيد كروز- هي الحليف الذي لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بتهديدها من جانب ما يصفه بـ"صواريخ الملالي"، فيما قد تنتهي القراءة الفاحصة لهذا الطرح إلى أن هذا السياسي اليميني الأمريكي لا يكاد يفرق بين أمريكا وإسرائيل أو يرى أي هامش من اختلافات بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

وهكذا؛ فإن تيد كروز يرى أن على الولايات المتحدة التحرك فورا لتعزيز القدرات الدفاعية للحليف الإسرائيلي، ويؤكد أنه سيتحرك هذا الأسبوع وخلال الفترة المقبلة مع رفاقه في الكونجرس لتصحيح ما يصفه بخطأ الرئيس باراك اوباما عندما أحجم عن تقديم التمويل الكافي لبرامج الصواريخ الإسرائيلية.



حل الدولتين
ولئن كان المفكر الأمريكي التقدمي وعالم اللغويات نعوم تشومسكي لا يستبعد تحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق حل الدولتين حسب مقابلة صحفية نشرتها مؤخرا جريدة "الأهرام"، فإنه يشترط إصرار الولايات المتحددة على هذا الحل وسحب دعمها للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة.

وإذا كان تشومسكي اليهودي بحكم الديانة هو أحد أهم المفكرين المعاصرين على مستوى العالم الذين تصدوا لفضح أباطيل الفكر الصهيوني العدواني، فقد رأى المحلل النفسي الأشهر سيجموند فرويد وهو منحدر من عائلة يهودية في النمسا، أن المكون الأساسي للشخصية اليهودية يتمثل في اعتقاد اليهود على نحو كامل ومطلق بأنهم "شعب الله المختار".

وهذا الاعتقاد ناقشه فرويد بصورة مفصلة في كتابه "موسى والتوحيد"، معتبرا أنه "يشكل ظاهرة فريدة في تاريخ الأديان"، جعل الإسرائيليين حتى اليوم يؤمنون على نحو مطلق بأن الحقيقة ملك لهم وحدهم ولا حق خارج ما يرون وما يفعلون حتى لو كان عدوانا غاشما على أقدس مقدسات الآخرين.