مصر تحترق في أسبوع.. النار تلتهم 200 عمارة و40 مخزنًا.. وخسائر تجاوزت الملايين.. والخبراء يرجعون السبب إلى الموجة الحارة
هزت محافظات مصر فى الفترة لأخيرة، سلسلة متتالية من الحرائق الهائلة، حتى أصبحت مصر تستيقظ كل يوم على خبر حريق جديد، ينتج عنه خسائر مادية تتجاوز الملايين، ولم تقتصر على الخسائر المادية وحسب، فباتت الحرائق تهدد حياة المواطنين.
وكان من أبرز هذه الحرائق هو حريق شارع الرويعي بالعتبة، بوسط البلد، والذي نتج عنه إصابة أكثر من 79 مواطنا وتفحم ثلاثة مواطنين، بجانب هدم 200 عمارة سكنية بالإضافة إلى أكثر من 40 مخزنا، ويليه حريق الغورية، وآخر استهدف 3 مصانع خشب بدمياط، وتفحم شقة البحر الأعظم بالجيزة، ونشب أيضًا حريق في مخزن لقطع غيار سيارات في منطقة الفردوس بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان آخرهم اليوم حريق بمخزن أغذية بالمنوفية، ومدرسة بمطروح، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة.
فى هذا السياق تجادل عدد من الخبراء حول معرفة السبب وراء هذه الحرائق، البعض اعتقد أن كثرة الحرائق وتعددها فى أمكان شتى وسط المحافظات، بهذا الوقت القياسي، تدل على أن هذه الحرائق ورائها شبهة جنائية، وأن هذه الكارثة ترتبط ارتباط فكري غير مباشر بأزمة الصحفيين، كما أشاروا إلى ضرورة تأمين الأماكن المستهدفة، عن طريق زيادة الحراسات، وإقامة غرف كنترول وإدارة أزمات، بينما أعتقد آخرون أن هذه الحرائق قد تبتعد كل البعد عن الأهداف السياسية والجنائية، وأشاروا إلى احتمال وجود مصادفة ترجع إلى موجة الحر التى تمر بها البلاد.
شبهة جنائية
فى
البداية قال اللواء عبداللطيف البدينى، مساعد وزير الداخلية السابق، إن كثرة
الحرائق وتعددها فى أماكن شتى وسط المحافظات، بهذا الوقت القياسي، تدل على أن هذه
الحرائق وراؤها شبهة جنائية.
وأضاف
البديني لـ"العربية نيوز"، أن الأمن الوطنى يقوم بمهمته على أكمل وجه فى
الكشف عن المتسبب فى هذه الكارثة، مشيرًا إلى أن التحريات فى الكشف عن هوية هذه
الجماعات يستغرق الكثير من الوقت.
وأشار
مساعد وزير الداخلية السابق، إلى أن ضرورة تأمين الأماكن المستهدفة، عن طريق زيادة
الحراسات، وإقامة غرف كنترول وإدارة أزمات، وزيادة شبكات السيطرة الإلكترونية ذات
الكاميرات، والأجهزة الحرارية، للتأمين ضد الحرائق.
الاستدلال بحرائق مبارك
لإثبات الشبهة الجنائية
ومن جانبه
أوضح اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، أن كثرة اشتعال
الحرائق التى تشهدها محافظات مصر وتعددها فى أكثر من مكان، وراؤها شبهة جنائية
متعمدة، مشيرًا إلى أن الحرائق فى عهد السادات ومبارك كانت مرتبطة بالميزانية
العامة للدولة، حيث إن هناك بعض أصحاب المصانع والمحلات يلجئون للحريق العمدى تهربًا
من الإلتزامات الضريبية.
وأضاف عبدالحميد، لـ"العربية نيوز"، أن مهمة الكشف عن المتسبب فى هذه الكارثة غير
مقتصرة على الأمن الوطنى فقط ولكن كافة الأجهزة فى مصر تهتم بكشف المتسبب فى
الكارثة، مؤكدًا أنه سيظهر حقيقة الوضع بطريقة علمية معملية باحته.
الموجة
الحارة وراء الحرائق
كما
علق اللواء مجدى البسيوني، الخبير الأمني، عن كثرة اشتعال الحرائق التى تشهدها
محافظات مصر وخاصة الأماكن التجارية، قائلًا: "إن نشوب الحرائق يكون إما نتيجة
أهداف سياسية أو أهداف جنائية وعادة ما تكون للانتقام من صاحب المنشأة".
وأضاف
البسيوني لـ"العربية نيوز"، أن هذه الحرائق قد تبتعد كل البعد عن
الأهداف السياسية، نظرًا لأن المنشآت التى تتعرض للحريق ليست مبنى حكومى ذات
أهمية، مؤكدًا أنه يجب أن يفصل كل حادث حريق والتحقيق فى ملابساته على حده، حيث
إنها قد تكون مصادفة ترجع إلى موجة الحر التى تمر بها البلاد.
ولفت
الخبير الأمني، إلى أن أى حادث حرق فى مصر يواجهه إهمال حتى يتوغل وينتشر ويصبح
كارثة، مشيرًا إلى أنه يجب أخذ الاحتياطات لمواجهة الحرائق، والاستعداد لسرعة
إخمادها عن طريق بالتخطيط المنظم والشوارع الممهدة لأستقبال سيارات الدفاع المدني،
مصادر مياه قوية، إسعافات أولية فى الداخل بمضخات الحريق، عدم التخزين العشوائي
للأقمشة أو المواد سريعة الاشتعال.