عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الصمت الرسمي "بطل" معركة المياه.. مصر على مشارف "كارثة".. وزير الري الأسبق يضع "روشتة" مواجهة الأزمة.. وخبير: "السد العالي هو الحل"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يعد هناك شك بأن مصر مقبلة على كارثة حقيقية، فليس هناك مبرر كبير أن ينشغل المصريون بمشكلة "سد النهضة" لأن هناك مشكلة أكبر في الطريق، وهي الجفاف الذي يهدد مصر، وانخفاض موارد المياه خلال الأعوام المقبلة بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى أن انخفاض منسوب فيضان النيل هذا العام هو الأقل منذ 45 عامًا، مما أدى إلى رعب الكثيرين خوفًا من مواجهة موجة جفاف قاتلة.

فى هذا السياق، أكد خبراء أن نقص مخزون مياه السد العالى حدث من قبل عام 1979 لعام 1988 وكان شديد الخطورة على مصر، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ عدة إجراءات لمواجهه الجفاف والآثار السلبية التي سيسببها بناء سد النهضة في المستقبل، وأن الدولة تواجه عجزًا فى كيفية التعامل مع أزمة العجز المائي، مطالبين بوضع سياسات وخطط واستراتيجيات لحل الأزمة.
"روشتة" مواجهة جفاف مياه النيل 

من جانبه، طالب الدكتور نصر الدين علام، وزير الري الموراد المائية الأسبق، بضرورة أن ننتظر لشهر يوليو أو أغسطس، ليتضح "هل تمر مصر بفيضان منخفض أم لا"، موضحًا أن نقص مخزون مياه السد العالى حدث من قبل عام 1979 لعام 1988 وكان شديد الخطورة.

وأضاف علام لـ"العربية نيوز" أن الاحتياجات المائية تضاعفت الآن مع الزيادة السكانية الضخمة، ويجب اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة الجفاف وآثار بناء سد النهضة.

وأشار وزير الري الأسبق إلى ضرورة اهتمام الدولة بالمشكلة عن طريق الدعم المالي والإداري والتطوير المؤسسي خلال الفتره القادمة، استعدادًا لمرحلة الجفاف بعد بناء سد النهضة، منوهًا إلى أن السد العالي لابد أن يكون به مخزون كافٍ لتعويض نقص المياه في سنوات الجفاف.

وشدد نصر الدين علام، على أنه يجب أخذ الإجراءات الحاسمة من الآن لمواجهة نقص المياه، مشيرًا إلى أنه ربما يكون الجفاف هذا العام أكثر من توقعاتنا، فيجب الإسراع باتخاذ إجراءات بترشيد استخدام المياه، مؤكدًا أن هذه الخُطوات تبدأ بالحد من زراعات الأرز بشكل كبير.

ولفت إلى ضرورة وضع حد لزراعته بحيث لا يزيد عن مليون فدان، وتقليل زراعات الموز، مؤكدًا أن مثل تلك الزراعات تستهلك نسبة كبيرة جدًا من المياه، بالإضافة إلى وضع قيود على رش الشوارع بالمياه وتطبيق مخالفات فورية لمثل تلك الظواهر المنتشرة في العشوائيات، وضرورة اتجاه الصناعات لاستخدام الهواء فى التبريد وليس المياه العذبة، بجانب وجود تسعير عالٍ على المياه المستخدمة بحمامات السباحة.

كما أوضح أنه يجب التشديد على استخدام وسائل الري الحديثة فى الأراضى الصحراوية لاسيما مع وجود مناطق مثل التحرير والنوبارية والوادي الجديد، تستخدم الري بالغمر حتى الآن.

وشدد "علام" على أهمية تثقيف الشعب ودور وسائل الإعلام بالحديث عن الأزمة المائية وكيفية ترشيد الاستهلاك، منوهًا بأهمية وضع عقوبات حادة للقضاء على التعديات بالترع ونهر النيل.

وطالب بمعاقبة أصحاب المزارع السمكية، مؤكدًا أنه يوجد أكثر من 200 ألف فدان تستخدم مياه مخالفة، مع تفعيل التشريعات التي تعاقب على الصرف في استخدام المياه.

نمتلك مخزونًا استراتيجيًا في السد العالي

قال الدكتور صفوت عبدالدايم، أستاذ بالمركز القومي للمياه والأمين السابق للمجلس العربي للمياه، إن "مصر لديها مخزون استراتيجي في السد العالي، لاستخدامه في مواجهة نقص شديد بالمياه أو حجز الفيضانات العالية التى يمكن أن نتعرض لها".

وأضاف أستاذ بالمركز القومي للمياه لـ"العربية نيوز" أنه "لابد أن تتجه الدولة لبذل أقصى جهودها لترشيد الاستهلاك"، مشيرًا إلى ضرورة وضع خُطة محكمة لزراعات الأرز وتطبيق العقوبات على المخالفين.

وأوضح الأمين السابق للمجلس العربي للمياه، أن دور وسائل الإعلام كبير جدًا في نشر التوعية، وحث الناس على ترشيد المياه والانتباه فى الاستخدام المنزلي موضحًا أن الإعلام هو الصوت المسموع الأول لدى الناس، فيجب أن تضع خطة توعوية بترشيد الاستهلاك والحفاظ على المياه.

وكان الدكتور صلاح بيومي، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، قال إن "مصر ستواجه أزمة في المياه خلال الفترة المقبلة، وأنّ فيضان النيل العام الجاري، هو الأقل على مدى 45 سنة مضت".