1000 يوم على حبسه بتهمة "سلاح الكاميرا".. "شوكان": أنا مصور ولست مجرمًا
بعد مرور ألف يوم على سجنه، صار شوكان وحيدًا داخل قفص حديدي وقد فقد كثيرًا من وزنه، يغالبه حزنًا يعتصر قلبه وظلام الأيام سكن تحت عينيه، 1000 يوم من الحبس الاحتياطي على ذمة قضية تصويره لـ"فض اعتصام رابعة"، قضاها محمود أبو زيد "شوكان".
البداية
في فجر يوم 14 اغسطس 2013، بمدينة نصر توجه شوكان إلى ميدان رابعة العدوية لتغطية أحداث فض الاعتصام، برفقة مصور فرنسي ومحرر ال"نيوزويك"، وبدأوا في تصوير المشهد والمعركة بين الداخلية وأنصار الرئيس المعزول المعتصمين، إلا أنه سرعان ما تم القبضُ عليهم رغم صياح "شوكان" بأنهم صحفيون يقوموا بعملهم.
تهم
أطلق سراح رفاق شوكان الاثنين، ثم وجهت إليه تهم التظاهر بدون ترخيص، والقتل والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور، وتكدير السلم العام، على الرغم من أن شوكان لا ينتمى لأى من الأحزاب أو الحركات السياسية٬ والذى أيضا عرف عنه أنه لم يكن يشارك فى المظاهرات أو التحركات السياسية، فهو لم يكن يملك سلاحا إلا كاميراته التي يصور بها٬ ورغم أن حبسه أثار الكثير من انتقادات المؤسسات الدولية٬ حيث اختارته لجنة حماية الصحفيين الدولية (سى بى جى) من بين عشرة محبوسين على مستوى العالم٬ لإلقاء الضوء على مدى ما يتعرضون له من ظلم واضطهاد.
رسائل من خلف القضبان
الآن تلتقط عيناه صور بين ظلام الجدران الأربعة، فلم يعد بإمكان الكاميرا تسجيل ما يرى، فقط أوراق يسطر عليها كلماته ورسائله من خلف القضبان، تسجل حروفها صرخته الأولى منذ أن قال "أنا مصور صحفي".
شوكان المنسى خلف الجدران في جلسة العاشر من مايو 2016، أرسل عبر عدسات زملائه حنينه لكاميرته، فكان يشكل أصابعه يمينًا ويسارًا ليلتقط صورة وكأنه يغازل تلك الأيام التى كانت كاميراته حُرة فيها.
شوكان يصف في رسائله أيامه فى السجن وصفًا موجًعا، فيقول: "لا أستطيع أن أرى السماء بوضوح دونَ شبَكة الحديد والقُضبان٬ لا يَسعنى رؤية السماء إّلا من ثُقبَ صغير فى الَسقف، الحديد يُسيطر على المكان هنا، أبواب حديدية ثقيلة وُغرفَةُ مظلِمة، ُمظلِمةِ مثل القَبر أحلامى أصبَحتَ ضيّقة مثل الثقب الأسود٬ الذى أعيش فيه، أسألكم ببساطة الآن وقدَ عِرفتونى لا تُديروا ظَهَرُكم، أرجوُكم، أناُ مَصِّورَ صَحفى ولستُ مجِرًما".