شبح الشيخوخة يهدد مفاعل "ديمونا" بالانهيار.. خبراء ينقسمون حول استمراريته.. أستاذ بـ"الأمان النووي": تجاوز العمر الافتراضي.. "الأدهم": يمكن تغيير بعض أجزائه.. خبير: معرض للعطل في أي وقت
يعد المفاعل النووي الإسرائيلي "ديمونا" من أشهر علامات الدولة الصهيونىة، عملت إسرائيل على بنائه عام 1958 تحت المساعدة الفرنسية، وأعلنت إسرائيل أن الهدف من إنشاء هذا المفاعل كان توفير الطاقة لمنشئات تعمل على استصلاح منطقة النقب، أو الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية.
وفي الفترة الأخيرة أعلن فريق خبراء من المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا عن اكتشاف أكثر من 1500 خلل فى قلب المفاعل النووي ناجم عن عمر المفاعل المتقادم، حيث أصبح مهددا بالأنهيار، وبات شبح يهدد المنطقة، وعلى الرغم من علم إسرائيل بأن المفاعل مهدد بالانهيار إلا أنها ما زالت تعمل على بقائه.
وأثار هذا الأمر جدلًا بين الخبراء، البعض أكد أن المفاعل ديمونا، مهدد بالانهيار، وأصبح يشكل خطرًا على الضفة الغربية خاصة الأردن، نظرًا لتخطيه العمر الافتراضي، كما أشاروا إلى أن اسرائيل تحرص على بقاؤه استغلال اسرائيل له فى إنتاج الأسلحة النووية، من جهه، وعدم وجود مفاعل يحل محل "ديمونا" من جهه أخرى، فيما أكد البعض الآخر سلامة المفاعل نظرًا لسلامة مبنى الاحتواء، والذي يعتبر خط الدفاع الأخير لهذا المفاعل.
شبح الانهيار
في البداية، قال الدكتور محمد عبدالرحمن سلامة، الأستاذ بالمركز القومي للأمان النووي، إن المفاعل النووي ديمونا تجاوز العمر الافتراضي له ومن المفترض أنه خارج الخدمة الآن، نظرًا إلى أنه يعمل منذ أكثر من 60 عام، مشيرًأ إلى أن المفاعل مهدد بالانهيار في حال حدوث أي ظاهرة بيئية.
وأضاف سلامة في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن هناك كارثة ستضرب المنطقة بأكملها فى حال انهيار هذا المفاعل النووي خاصة الأردن نظرًا لأنها تقع على بعد 20 كم من الحدود الإسرائيلية، مؤكدًا حدوث كارثة بيئية ستؤثر على المياه الجوفية نتيجة حدوث بعثات إشعاعية ناتجة من هذا المفاعل.
وشدد على تفكيك أجزاء المفاعل ديمونا لتجنب أي كوارث تتأثر بها المنطقة حال انهياره، مؤكدًا أن الخطورة الكبرى تكمن فى الوحدة المصنعة للرؤس النووية، حال تعرضه لأي زلازل والتي تقع بالقرب من المفاعل.
التخلص من النفايات
وقال الدكتور إبراهيم العسيري، خبير الشئون النووية، إن المفاعل النووي ديمونا بدأ العمل منذ عام 1958، وبذلك يكون تخطى العمر الافتراضي لأي مفاعل والذي يكمن في مدة لا تزيد عن 40 عامًا، مشيرًا إلى أن المفاعل أصبح مهددًا بالانهيار، وعرضة لأن يتعطل في أي وقت.
وأضاف العسيري فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن إسرائيل تحرص على عدم هدم وتفكيك مفاعل ديمونا، مشيرًا إلى استغلال إسرائيل له فى إنتاج الأسلحة النووية، من جهة، وعدم وجود مفاعل يحل محل "ديمونا" من جهة أخرى.
وأكد خبير الشئون النووية، أن انهيار المفاعل النووي ديمونا، سيشكل خطورة على المنطقة المجاورة، وسيعرض الضفة الغربية للخطر.
ولفت إلى أن النفايات الناتجة عن هذا المفاعل يمكن أن تؤثر على المياه الجوفية لمصر في وقت من الأوقات، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول التخلص من هذه النفايات عن طريق نهر النيل.
نفي الشيخوخة
ونفى الدكتور كريم الأدهم، رئيس هيئة الأمان النووي السابق، ما قيل حول إصابة المفاعل النووي ديمونابالشيخوخة وتعرضه للانهيار في أي وقت.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن أي مفاعل يمكن أن يتم فيه تغيير وتحديث بعض الأجزاء لاستمرارية تشغيله، مشيرًا إلى أن إسرائيل حريصة على المفاعل نظرًا لإنتاجه البلوتنيوم الخاص بالسلاح النووي.
وأكد أن أول منطقة ستتأثر في حال انهيار المفاعل النووي ديمونا هي المنطقة المحيطة للمفاعل، لافتًا إلى أنه خالي من أي بوادر انهيار، نظرًا لسلامة مبنى الاحتواء، مشيرًا إلى أن الأمان النووي مبني على أنفاق الدفاع المتتالية، والتي تعتبر خط الدفاع الأخير لها مبنى الاحتواء للمفاعل النووي ديمونا.