عاجل
الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

جيش يحمل تركة "وطن".. القوات المسلحة تنفذ مشروعات البنية الأساسية وتساهم في التنمية.. موقف الشركات المدنية "السلبي" يدعو للقلق.. وخبراء: فرق بين الإشراف والمساهمة الفعلية

الجيش المصري - صورة
الجيش المصري - صورة أرشيفية - محمود خلف - نبيل أبوالنجا

تمكنت القوات المسلحة وعلى مدار عقود، وبعد ثورة يناير 2011 بوجه خاص، من إنجاز العديد من المشروعات التنموية، حيث قامت بتنفيذ شبكات طرق وتدشين أعمال كبرى كقناة السويس الجديدة، إلى جانب جهودها في تنمية الموانئ المصرية.

ويثير قيام القوات المسلحة بتنفيذ المشروعات الكبرى والتي بلغت أكثر من 1600 مشروع قابلة للزيادة، مع الإقرار بكفاءتها في تنفيذ تلك المشروعات وقدرتها على إنجازها في الوقت المحدد، تساؤلات البعض عن وقوف الشركات المدنية المتخصصة "موقف المتفرج"، وترك المجال أمام القوات المسلحة وحدها لتنفذ تلك الأعمال، في إشارة إلى أن ذلك معناه أن عجلة الإنتاج في مصر تدور على قدم واحدة.

وفي هذا الصدد، استطلعت "العربية نيوز" آراء عدد من الخبراء حول دور ومهام القوات المسلحة فى بعض دول العالم، ولماذا تقف الأجهزة المدنية موقف المتفرج، ولم تقم بأى شيء حتى الآن في مصر.



ضغط وعبء ونحتاج رفع همم الوزارات 
في البداية أكد اللواء نبيل أبوالنجا، الخبير العسكري، إن حقيقة الأمر والموضوعية تتطلب إقرار أن الضغط علي القوات المسلحة في تنفيذ العديد من الخدمات في كافة النواحي يمثل عبئًا عليها، لافتًا إلى أن الأمر يحتاج إلى رفع الهمم في الوزارات والهيئة الهندسية وجهاز الخدمة الوطنية لا توجد مشكلة في ذلك.

وأوضح أبو النجا في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن في ذلك منافع كثيرة، لافتًا إلى أن تلك المشروعات يستفاد منها في تعليم العاملين بقطاعات العمل المدني طبيعة العمل واحترام الوقت والتخطيط ومعرفة كيف تدار الأمور، منبهًا على ضرورة عدم السماح للوحدات المقاتلة المشاركة في أي عمل مدني حتى لا تبعد عن دورها الحقيقي.

وأشار الخبير العسكري إلى أن مصر وقتما تحتاج إلى أبنائها تتلاشي المسميات والفئات والهيئات ويعلو شأن مصر وترتفع مطالبها فنحن لسنا في حاجة إلي الحديث عن دور القوات المسلحة، معظمين من دور فئة على أخرى.

وأضاف أن القوات المسلحة تمتاز بدراسة المشكلة ووضع جميع الاحتمالات الممكنة والتخطيط الدقيق بأناس لها مهام محددة مع تقدير حقيقي للإمكانات، مؤكدا أن هذا ما لا يحدث في العديد من الوزارات التي تضع وعودًا ليست علمية، وغير مقدرة للأزمة وطبيعتها وحقيقة الإمكانات التي عليها توضع خطط حل الأزمة وتحقيق الإنجازات.

ولفت إلى أن القوات المسلحة تعرف قيمة الوقت وتضع الخطط العلمية لإنجاز المهام في الوقت المنشود وتحترم حق الأدوار والتدرج ما بين رئيس ومرؤوس دون تداخل خطوط في توقيتات محددة.


فرق بين الإشراف والتنفيذ
ومن جانبه، أوضح اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الفرق بين تنفيذ المشروعات والإشراف الاستراتيجي واضح جليًا فى المشروعات الضخمة مثل شبكة الطرق وقناة السويس والموانئ التي تحتاج إلى تخطيط مركزي، أما التنفيذ فيسند لمقاولين وشركات مدنية.

وأضاف خلف في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أنه لا توجد بمصر شركة مدنية قادرة على تنفيذ المشروعات الكبرى وحدها، والتي تحتاج إلى مهارات وإشراف استراتيجي مركزي من القوات المسلحة والتي يبدو للعيان أنه من تنفيذ القوات المسلحة ولكنه في حقيقة الأمر لم يتخط عملية الإشراف.

وأكد مستشار أكاديمية ناصر، أن القوات المسلحة في حقيقة الأمر لا تتدخل إلا في الحالات الحرجة التي تحتاج إلى كفاءة وقدرة القوات المسلحة على التخطيط، والتي قد يتسبب تسليمها إلي شركات مدنية إلى تأخير عملية الإنتاج.

وأوضح أن الهيئة الهندسية هي القائمة بالتخطيط وتخصيص الأدوار وأنه يجب الرد على المنتقدين عن جهل أن الجيش يحتوي على وحدات مقاتلة وجيش ثان وثالث وخلافه لا يعرف عنه الشعب شيئًا وأن مشروعات إنشاء المباني والتنمية الغذائية وغيره من المشروعات الكبرى فالهيئة الهندسية ووحدات الخدمة الوطنية ليست جزءًا من منظومة القتال، وهذا عٌرف يتبع في العالم أجمع.

وعن الشركات المدنية أشار خلف إلى أن مشكلاتهم التقنية وسوء الإدارة والتخطيط والتوزيع الجيد للأدوار يؤخر إنجازها للمشروعات، مؤكدًا على أن مصر في حالة تحول وبناء بعد 4 سنوات عجاف، وتحتاج إلى تكاتف أبنائها والأخذ بأيدي المحتاج ودفعة نحو عجلة الإنتاج والإنجاز.



اعتادت على العمل في أقسى الظروف
ومن جانبه، اوضح اللواء علاء منصور، مدير مركز الدراسات بأكاديمية ناصر العسكرية سابقًا، إن الضغط على القوات المسلحة في العديد من المشروعات التنموية يشكل عبئًا معنويًا كبيرًا لكن رجال القوات المسلحة تنفذه بكل إخلاص وتفانٍ.

وأضاف منصور أن القوات المسلحة اعتادت علي العمل في أصعب الظروف وأقساها، وأن سبب النجاح الرئيسي للقوات المسلحة في تنفيذ الخدمات التنموية والمشروعات الكبري التي تخدم مصر وأبنائها هو الانضباط الشديد واختيار الضباط والجنود تبقًا للمعايير والدقة الشديدة.

وأوضح مدير موكز الدراسات العسكرية السابق أن القوات المسلحة لا تعرف المستحيل تحترم العمل وتقدسه ليل نهار وتظهر صبغة ذلك على الشركات المدنية التي تعمل معهم في المشروعات التنموية وتلتزم بصفات القوات المسلحة ومعايير الجودة.