صرخة فتاة.. دموع حبيسة في عيون مليئة بالأمل
ذات يوم كانت فتاة فى بداية العشرينات من عمرها تجلس وحيدة، شاردة الذهن، تتمتم بكلمات أغانٍ لا يسمعها إلا هى، وإذ يمر أمامها شاب يجذب انتباهها، هى تنظر له وهو ينظر لها. وإذ بها تسأله: هل تبدأ بالحديث أنت؟ أو أبدأ بالحديث أنا؟ ومن هنا بدأت أول عبارات قصتهما قصة لا تجد لها وصف، هل هى جميلة؟ هل هى مأساوية؟.
عزيزى القارئ إليك القصة وأنت الحكم عليها..
عاشا معًا أجمل قصة حب ممكن أن يعرفها البشر استمرت أكثر من 6 سنوات، فقد غمر الشاب الفتاة بحنانه وعطفه وحبه واهتمامه لها ولكن القدر وقف أمام زواجهما فالأم تريد له زوجة أخرى ليس اعتراضًا عليها، ولكن وفقا للتقاليد والعادات أنه يتزوج من عائلته لأجل الورث، صارح حبيبته وأذهله رد فعلها إذ بها تشجعه أن يفعل كل ما والدته تريده معللة سر قبولها وتقول له "والدتك مريضة أبك توفى وأمك لم تتزوج من بعده، وهى فى ريعان شبابها بل قامت على تربيتك أنت وأخوتك وليس من جزائها أن تعصى أوامرها"، وأكملت حديثها معه واقنعته أنهما سيظل حبهما هو الأمل الوحيد لهم ولا أحد يعلم ما يخفيه القدر، وأنهم سيبقيان معًا، وبالفعل جمعت الفتاة كل شجاعتها وقامت بشراء بدلة عرسه وتجهيزات عرسه وظلت معه خطوة بخطوة وهى بداخلها تموت فى كل لحظة بأن حبيبها ومن تتمنى أن يكون شريك حياتها سوف يكون لأخرى وهى من قامت بإقناعه ووالدته تشكرها على موقفها وفى نفس الوقت ليس عليها سوى إظهار الفرحة على وجهها لكى لا تشعر حبيبها بحزنها.
جاء اليوم المشئوم بالنسبة لها ويوم الفرحة بالنسبة لغيرها، كانت بجانب حبيبها وهو يتزوج بأخرى وعلامات الفرحة على وجهها وتأثير الحزن والحسرة فى قلبها، وهو ينظر اليها نظرات عتاب، ويتسأل فى نفسه كيف لحبيبتى أن تكون سعيدة وأنا اتزوج بأخرى؟ ظل هذا السؤال يدور فى ذهنا ولا يعرف إجابته، ولا يعرف ما يدور فى ذهن حبيبته، انتهى الاحتفال وذهب إلى عش الزوجية ورحلت حبيبته إلى منزلها والحزن يملأ قلبها، هذا اليوم بداية حياة جديدة بالنسبة له، ونهاية حياة سعيدة بالنسبة لها، وهذا ما لا يعلمه الشاب أنه آخر يوم يرى حبيبته التى ظل أن يحلم بعش زوجية يجمعهما سويًا وقررت الابتعاد نهائيا من حياته.
بعد مرور الشهور وهو يبحث عنها فى كل مكان جمعهما سويًا على أمل أن يشاهدها، ولكن بات محاولاته بالفشل وإذ به يذهب إلى منزلها لكى يراها ودقات قلبه تنبض كالطفل الصغير، ذهبا ألى اول مكان التقيا به وجلسا معا يحكى لها همومه ومشاكله وظل يرجوها بأن تبقى فى حياته فهى شعاع النور والأمل الذى يحيا له ،وهى تنصت له بكل إهتمام وهى حزينة لانه يشكو من غيرها ولكن قلبها سعيد ودقاته سريعة لأنها تراه أمامها وظلت تنظر له وتتأمله باشتياق بالغ ولا تعلم أنه آخر يوم سوف تراه ولا تعلم ما يخبأه القدر.
مرت سنوات عدة وانقطعت أخباره عنها ولا تعلم عنه شيئًا، وذات يوم رن جرس التليفون وكانت المحادثة كالتالى:
الأم: الو
هى: الو مين معايا؟
الأم: أنا أم...
ظلت تتساءل عن الجميع إلا هو؟
الأم: سألتينى عن الكل إلا...
هى: إزاى..
الأم: تعيشى وتفتكرى اتوفى فى حادثة
وقالت الأم لها إنى لو أعلم أن ابنى كان يحبك بهذا القدر فقد كنت وافقت على زواجكم وامضى أيامه المعدودة مع حبيبته، ابنى لم يتذكر أحدًا إلا أنت وأوصانى بأن أبلغك "هو أسف وسامحيه على أى شيء عمله قد أحزنك أو جرحك".
وقالت لها: "استأذنك انى اضع صورتك بجوار صورة ابنى لأنك حبيبة ابنى".
وأنهت المكالمة، والفتاة فى ذهول هل الذى اسمعه حلم أم حقيقة؟، هل يعقل أن اليوم الذى التقينا فيه هو أخر يوم اشاهده فيه ،هل مات الحب والأمل فى أن يجمعنا مكان واحد نعيش فيه سويآ ؟ ظلت كثير من التساؤلات تدور فى ذهنها، ولم تجد إجابة لها وفى النهاية استسلمت للأمر الواقع، ولم تجد أمامها سوى البكاء.
ولكن ما زالت الفتاة تتحلى بالصبر والأمل.. فغدا أفضل وتظل دموعها حبيسة فى عيون مليئة بالأمل.