عاجل
الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الثانوية العامة و"بعبع" المصير.. المجتمع يقدس كليات القمة ولا يرحم أبناءه.. وخبراء: الضغوط والمسئولية تسبب القلق والتوتر للطلاب.. وآخرون يقدمون روشتة إرشادات للأسر والطلاب لتجاوزها بسلام

الدكتور طلعت حكيم
الدكتور طلعت حكيم و الدكتور فتحي الشرقاوي

تعد فكرة المصير أمرا مقلقا في حد ذاته فتشعر بأن حياتك في طريقها إلى التحول نتيجة لقرار أو خطوة ما كاف بإرباكك بشدة وإصابتك بالكثير من التوتر والقلق الناتج لشدة هول الضغوط، وتعتبر الثانوية العامة هي أول عراقيل المواطن المصرية التقليدية والـ"بعبع" الحقيقي له الذي يجعله شاعرا بأن حياته على كف العفريت.

الشعور بأن سنة دراسية كفيلة برفعك إلى أعلى القمم أو خفضك إلى أسفل سافلين وأن الأمر بين يديك وما أنت قادر على بذله من مجهود يزيد الأمر حملا وصعوبة، والوجود في مجتمع مثل مجتمعنا المصري بما يحمله من عادات وتقاليد تقدس كليات ما وتسميها كليات القمة وتحط على كليات أخرى وتسميها كليات القاع التي سرعان ما يتبدل اسمها إلى كليات الشعب الذي ما إن ينتهي تنسيق الثانوية العامة يكتشف الناس أن القاع والشعب شيء واحد ولكن عشق الضغوط وحب الدراما النفسية كان موجبا لمعايشة سنة الثانوية العامة والمرور بكل مآسيها.



الإحباط والفشل
قال الدكتور طلعت حكيم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، إن طالب الثانوية العامة مراهق وسمات المراهق الرئيسية التمرد على السلطة ورفض الضغوط، وأن نموه البيولوجي أو الجسمي أكبر وأسرع من النمو العقلي مما يدفع المجتمع إلى محاولة توظيفه لما هو أكبر من عقله وما هو غير مهيأ له.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن الثانوية العامة سنة مصيرية يتحدد مستقبل الطالب فيها ويرغب الآباء لأبنائهم أفضل الكليات دون النظر إلى فكرة تميز الابن في مجال تلك الكلية أم لا، ومن الواجب على الآباء زرع فكرة التميز في أبنائهم منذ الصغر.

وأعرب عن استيائه من طلب الأهالي من أبنائهم كليات معينة أو كما نسميها كليات القمة دون النظر إلى قدراتهم وملائمة الكليات لهم ولميولهم أم لا. فنبني فشلهم إذا التحقوا بتلك الكليات التي لن يقدروا على تحقيق التميز فيها ونصيبهم بالإحباط إذا لم يتمكنوا من الوصول إليها.

وقدم روشتة إرشادات للآباء والأمهات شملت، التواصل مع أبنائهم ومحاولة فهم لاحتياجاتهم، والتعاون معهم ومساعدتهم على اكتشاف ذاتهم وقدراتهم الخاصة، وزرع التميز في الأبناء وأن يتحرك الابن نحو هدفه الخاص، بجانب الصداقة مع الأبناء ومنحهم الثقة اللازمة والاتفاق، ويجب أن تعود الأسرة المصرية لشكلها القديم وتوحيد الشعور بالمشكلات فالكل واحد والهم واحد.


نتائج عكسية
وقال الدكتور فتحي الشرقاوي، رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب إن زيادة الضغوط والاهتمام المبالغ فيه بمذاكرة الأبناء في الثانوية قد يأتي بنتائج عكسية فإشعار الأبناء أن دوره قاصر على الاستذكار فحسب يسبب التوتر والقلق الذي يؤدي إلى نقص التركيز وعليه يقل التحصيل والاستفادة من المذاكرة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أنه يجب علينا التعامل بالسلوكيات الطبيعية المعهودة دون شدة أو إجبار، فالأبناء يمثلون إلى الأوامر إرضاءً لآبائهم دون نتائج أو تحصيل.

وأشار إلى أن وجود فروق فردية متفاوتة بين الأبناء فلا يجب مقارنتهم مع أحد مما قد يتنافى مع طبيعة تلك الفروق والسمات الفردية فيزداد القلق المؤدي إلى الإحباط.

واختتم قائلا: "آن الأوان إلى التخلص من الانطباعات الاجتماعية السلبية مثل مصطلح كليات القمة والقاع الذي يحول عام الثانوية العامة عنقا للزجاجة، وخرابا اقتصاديا لميزانية الأسر التي تدفع كل ما تملك إن لزم الأمر حتى يحصل الابن على دروس خصوصية مكثفة مما يشعر الابن بالمسئولية الزائدة وبالتالي زيادة الضغوط والتوتر.