أستاذة علم الاجتماع: الإغراءات المادية والثقة وسائل "المستريحين" في النصب
قالت الدكتور هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن الإغراءات المادية دافع قوي للمواطنين لاستثمار أموالهم مع من يسمون بـ"المستريحين" وتجعلهم غير قادرين على المقاومة، مشيرة إلى أنه وأمام فائدة بنكية قيمتها 7% يجد فائدة استثمار الأموال مع أحد المستريحين أكبر وأقوى، ومع مقارنة ما يحققه الفرد من ربح وما يحققه أقرانه يزداد ثقة في الأمر ولا يتوقع أي إمكانية للنصب.
وأضافت زكريا، في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز" أن النصاب لا يبدأ تعامله بالنصب حتي لا يقفل الباب أمام ربحه، مما يمنح المواطن الثقة في الدفع بأمواله وثمرة كفاحه في حوزة المستريح دون ضامن كاف يحفظ حقه، فـ"الريان" قديمًا على سبيل المثال أظهرت بالأسواق فائدة 24% سحقت الواقع وشجعت أغلب المواطنين على النفور من الفائدة البنيكة ذات الـ 7%، كما ينصب المستريحون حاليًا نصب الريان في الثمانينيات وسرقت أموال المواطنين الذين أضطروا أن يأخذوا بضائع بدلاً من أموالهم فخربت بيوتهم وضاعت نقودهم في فترة كانت قاسية اقتصاديًا على البلاد، بسبب الهزة الاقتصادية التي أحدثها حكر الريان.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن النصاب مدعي الاستثمار دائمًا ما يلعب على العاطفة الدينية للمصريين فيظهرون على الناس بالجلباب واللحية ويتقربون من رجال الدين كما فعل الريان وسوقوا إعلاميًا صورهم مع الشيخ الشعراوي، وحقيقة الأمر أن الناس في حالة يرثى إليها فهم يسعون إلى الفوز بالدنيا والآخرة، ويلعب النصاب على تلك الجزئية فيعلن للناس حرمانية أرباح البنوك وإنها ربا يبغضها الله ورسوله فيغلق بذلك مدخل البنوك، ثم يأخذون في الترويج إلى أنفسهم وأرباحهم الحلال هم رجال ورموز الدين.
وأشارت أن المستريح أو النصاب يدرك إدراكًا كاملاً لمناطق التأثير على البشر فيبدأ بالثقة ثم يختفي وقت لا يلوم الإنسان إلا نفسه، فالدولة مهما طبقت القانون سيظل المواطن منجذبًا للمستريحين والربح الوفير.
واختتمت هدى زكريا أن المواطن الذي يتعامل مع المستريحين لا يجازف بأمواله متراخيًا أو كسلاً إنما من أجل تنمية محصلة ثمرة كفاحه طيلة الحياة من الأموال، والدرس المستفاد من ذلك أنه يجب توثيق العلاقة بين المواطن وبنك الدولة مصدر الثقة الوحيد الذي لا يضيع معها حق.