عزيزي الفهلوي.. ماتستعمنيش
"بـ"2 ونص" طبق صيني ومبيتكسرش.. في ثواني تجده قطعا مكسورة على عكس كلمات البائع.. نعم يا سيدي هذه فهلوة المصريين التي أصبحت أسلوب حياة، والفهلوي الأشطر هو الإنسان الأنجح في مجتمعنا المصري، حيث إننا شعب فهلوي بطعبه، ولكن الفهلوة أصبحت في حياتنا لا تراعي إنسانيتنا ومشاعرنا، وهذه أبسط مواقف الفهلوة التي نراها كل يوم في حياتنا وتغلبت على إنسانيتنا.
الكثير من الأشخاص يتعاملوا مع المكفوفين كأنه كائن لا يشعر وليس له إحساس أو لا يتأثر بما يحدث ولكن الحقيقة عكس ذلك وبعض هذه المواقف التي أصنفها بالمواقف الدنيئة من بشر بالنسبة لى ليس لهم قيمة.
من أهم المواقف المستفزة بالنسبة لنا كمكفوفين هي نظرة العطف أو الشفقة أو الصعبانية بأن هذا الشخص كفيف والجمل الشهيرة في هذه المواقف يا حبيبي ويا عينى وما شابه من كلمات لا نفضلها ولا بد أن تعلموا أن المكفوفين لا يختلفوا كثيرا عن الأشخاص الأصحاء.
ومن أشهر المواقف الذي حدثت معي من اثنين كانو أصدقائي من قبل شاب وفتاة ويشاركوا في المجال العام دائما وبعدها لم تستمر صداقتنا، حدث إنهم حاولو أن يستهبلونى أو باللغة العامية يستعمونى بأشياء رخيصة كانوا يفعلونها بينهم ولكنهم صدموا لما قلت لهم عن ما حدث بالنص واستغربوا من جهلهم لا يعلموا أن الكفيف من الممكن أنه يشعر بما يحدث.
وموقف آخر حينما أرسلت لي إحدى الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعى على "فيس بوك" وقالت لى إن ملابسك لا تكون ملابس مكفوفين وما زلت استفسر ما هي ملابس المكفوفين هل المكفوفين متسولين هل هذه هي النظرة الذي ينظر بها المجتمع للمكفوفين.
وأيضا أحد الأصدقاء ومعه صديقه والاثنين من المكفوفين شخص استغل أنهم مكفوفين وقام بسرقة الموبايل الخاص بأحدهم وهو على المكتب الخاص بالغرفة رغم أنهم استضافوه ورحبوا به وبالبلدي قامو معاه بالواجب ولكن الشخص الدنيء لا يسأل عن ما يفعل.
وهذه بعض المواقف الذي تحدث يوميًا مع الكثير من المكفوفين منها مواقف بعفوية ومواقف أخرى نتيجة الجهل وقلة الوعي بالمكفوفين وذوي الإعاقة.
وفي النهاية أحب أقول إنكم تتعاملو معنا بالفهلوة ولكن لا تعلمو أن الإحساس والبصيرة في الكثير من الأحيان أكتر من النظر بكتير ودائما يكون الإحساس هو الصح في أغلب المواقف ولكن النظر بيظهر لنا الصورة ولا يظهر لنا الجوهر وبما داخل الشخص الآخر.
لا بد أن نرتقي بأفكارنا و تصرفاتنا ولا بد أن نحترم الآخر ولا نجرحه بالفعل أو القول أو بأي تصرف من الممكن أن يؤذيه نفسيا أو معنويا.
ولا بد أن يعلم الجميع أن الكفيف عنده إحساس أقوى من النظر والكثير من الأشخاص المكفوفين وصلوا لمكانة كبيرة ومتقدمة في العلم والأدب والصحافة والتكنولوجية ولكن مع الأسف في أوطاننا ما زلنا ننظر للكفيف نظرة قاصرة.