مخاوف من احتدام الصدام بين "الصحفيين" و"الداخلية".. مطالبات بتدخل رئيس الجمهورية لإنهاء الموقف.. جمال فهمي: إقالة "عبد الغفار" منطقية.. وخبير رأي: المعركة القانونية هي الحل
حالة من الغضب انتابت الجماعة الصحفية، بعد أن قامت وزارة الداخلية باقتحام مقر نقابة الصحفيين، مساء يوم الأحد الماضي، الأمر الذى أثار حفيظة الأقلام الصحفية، وأشعل أزمة حقيقية بين الصحفيين ووزارة الداخلية، مطالبين بضرورة إقالة وزير الداخلية ردًا على اقتحام مقر النقابة.
ومع استمرار التصعيدات من قبل الصحفيين، ظهرت بعض السيناريوهات التي تكون سبل الخروج من مأزق وزارة الداخلية أمام نقابة الصحفيين، فمنهم من رأى أن الخروج من الأزمة يتمثل في إقالة وزير الداخلية، بينما رأى آخرون ضرورة تدخل رئيس الجمهورية، للانتهاء من هذه الأزمة وإعلاء صوت القانون للانتهاء من المشكلة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية.
"استقلال الصحافة" تطالب السيسي بالتدخل لإنهاء الأزمة
في البداية، قال بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، إنه "كى نصل لحل الصراع بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية بعد واقعة اقتحام الأخيرة لمقر النقابة يجب أن نجيب على سؤال: هل ما حدث من اقتحام خطأ؟ أم إجراء متعمد؟، وبهذا يمكن أن نخرج من الأزمة بين الطرفين، بعيد عن حالة التصعيدات المتتالية".
وأضاف "العدل" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن هناك أزمة حقيقية نتيجة سوء الفهم بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، خاصة أن نقابة الصحفيين دخلت بشكل غير مباشر فى معترك العمل السياسى، بعيدًا عن العمل النقابى، كما يوجد بعض من أفراد وزارة الداخلية لا يعرفون طبيعة العمل الصحفى وبالتالى أصبح هناك صدام بين الجانبين قبل الواقعة.
وطالب مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة بتدخل الرئيس السيسى، لإنهاء الأزمة بين الجانبين، لأن تلك الأزمة صنعت بيئة خصبة لاستثمار الحدث من جانب بعض التيارات والفصائل المعادية للدولة والتى تسعى لاحداث الوقيعة بين الشعب والقيادت السياسية فى الدولة، لتحقيق أهداف تخدم بعض القوى الخارجية التى تريد هدم مصر.
وأكد أن هناك حالة من الفكر داخل دوائر صنع القرار لاحتواء الأزمة بما لا يسمح بالتصعيد بين النقابة ووزارة الداخلية.
إقالة وزير الداخلية "منطقي"
وأوضح الكاتب الصحفى جمال فهمى، إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية هو تنفيذ ما جاء فى بيان نقابة الصحفيين الذي نادى بضرورة إقالة وزير الداخلية، معتبرًا أن هذا حل منطقى للخروج من الأزمة، وأنه يجب عليه أن يتحمل المسئولية السياسية تجاه ما حدث فى النقابة.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن هذه الأزمة صنعتها وزارة الداخلية بلا أي داعٍ، لافتًا إلى أنها ليست الدولة المصرية فهي جزء من الدولة ولابد أن تخضع للشرعية والقانون فكل المشاكل التى تصنعها بالتصرفات الهوجاء ناتج عن عدم احترام القانون.
وأوضح الكاتب الصحفى، إن الجماعة الصحفية لا تخلط بين القبض على أحد الزملاء وعلى اقتحام مقر نقابة الصحفيين، ذاكرًا أنه لا يوجد خلط بين القبض على الزملاء وواقعة اقتحام النقابة، رافضًا كيفية تنفيذ قرار النيابة الخاض بضبط وإحضار أحد الزملاء، لافتًا إلى أنه نفذ بطريقة عشوائية لا تليق بجهاز رسمى بعيدًا عن القانون.
وأشار إلى أن البيان الذى صدر من وزارة الداخلية مؤخرًا بطريقة الخطأ كما أعلنت يدل على أن الوزارة تخلط الحقائق بالأكاذيب، كما أنه يعكس انعدام الكفاءة فيها.
اللجوء للقانون طريق الحل
وأكد صبحي عسيلة، خبير الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن حل الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية بعد اقتحام الأخيرة لمقر النقابة لا يمكن أن ينتهى إلا عن طريق القانون.
وأضاف عسلية في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن الكل يعلم أن وزارة الداخلية تجاوزت ضد نقابة الصحفيين بعد اقتحام مقرها، لكن القانون كان أمام الجماعة الصحفية بدلا من التصعيدات والتصادمات التى حدثت فى الآونة الأخيرة.
وأوضح خبير الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أنه كان ينبغى على نقابة الصحفيين أن تعٌلى من دور القانون وتنتظر ما سيحدث، أما التصعيد لحظة بلحظة ومحاولة استخدام القوى الإعلامية فى الضغط على وزارة الداخلية، ما كان ينبغى أن يحدث.
وأشار إلى أن الدولة تقدر وضع نقابة الصحفيين، لكن من الأفضل أن تخوض النقابة معركة قانونية لإثبات الاعتداء عليها، فالمشكلة ليست فى اعتذار وزير الداخلية من عدمه، لكن لابد أن تلتزم كل مؤسسات الدولة بالقانون.