خطأ الداخلية كشف نواياها تجاه "صاحبة الجلالة".. صحفيون: الوزارة تخلط الحقائق بالأكاذيب وتعودت على تلفيق التهم.. وآخرون يطالبون بإقالة الوزير لرد الاعتبار
أرسلت وزارة الداخلية بالخطأ عبر إيميلها الرسمي الذي تتواصل به مع الصحفيين، مذكرة بشأن تعاملها مع أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، وكشفت المذكرة خطة وزارة الداخلية للتعامل مع الصحفيين، حيث تتهم المذكرة النقيب وأعضاء المجلس بالتصعيد من أجل مكاسب انتخابية وترفض التنازل أو التراجع عن الموقف لعدم الاعتراف بالخطأ ومحاسبة المسئول، وتنصح بظهور مجموعة من اللواءات السابقين في برامج التوك شو لتصحيح الموقف، وإظهار الأمر للمواطنين بأن الصحفيين يصنعون دولة داخل الدولة ويرفضون تنفيذ أحكم القانون.
ووصفت وزارة الداخلية، فى بيانها، أن التصعيد من جانب أعضاء نقابة الصحفيين، لتحقيق مكاسب انتخابية ولن يتم التراجع عن هذا الموقف فى القريب العاجل إلا عقب تحقيق بعض المكاسب.
وأكدت الوزارة أن الخطاب الإعلامى خلال المرحلة المقبلة سيشمل على أن ما حدث من أعضاء مجلس النقابة مخالف للقانون، وأن التستر على متهم مطلوب ضبطه وإحضاره من قِبل النيابة العامة يعد "جريمة" تستوجب خضوع نقيب الصحفيين وكل من شارك فى تلك الجريمة للقانون.
كما خططت وزارة الداخلية إلى الاستعانة ببعض الخبراء الأمنيين من السادة لواءات الشرطة بالمعاش والتنسيق مع بعض البرامج لاستضافتهم وشرح وجهة نظر الوزارة فى الواقعة، على أن يتم اختيارهم بعناية فائقة نظرًا للهجوم المتوقع عليهم أثناء الحوار وتزويدهم بكافة المعلومات اللازمة حول الاتهامات الموجهة للصحفيين، بالتنسيق بين قطاعى الإعلام والعلاقات والأمن الوطنى.
في هذا السياق، أوضح الكاتب الصحفى جمال فهمى أن البيان الذى صدر من وزارة الداخلية مؤخرا بطريقة الخطأ كما أعلنت يدل على أن الوزارة تخلط الحقائق بالأكاذيب، كما أنه يعكس انعدام الكفاءة فيها.
وأشار إلى أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية هو تنفيذ ما جاء فى بيان نقابة الصحفيين الذي نادى بضرورة إقالة وزير الداخلية، معتبرًا أن هذا حل منطقى للخروج من الأزمة، وأنه يجب عليه أن يتحمل المسئولية السياسية تجاه ما حدث فى النقابة.
وأضاف "فهمى" لـ"العربية نيوز" أن هذه الأزمة صنعتها وزارة الداخلية بلا أي داعٍ، لافتا إلى أنها ليست الدولة المصرية فهي جزء من الدولة ولا بد أن تخضع للشرعية والقانون فكل المشاكل التى تصنعها بالتصرفات الهوجاء ناتج عن عدم احترام القانون.
وأوضح الكاتب الصحفى، أن الجماعة الصحفية لا تخلط بين القبض على أحد الزملاء وعلى اقتحام مقر نقابة الصحفيين، ذاكرًا أنه لا يوجد خلط بين القبض على الزملاء وواقعة اقتحام النقابة، رافضًا كيفية تنفيذ قرار النيابة الخاض بضبط وإحضار أحد الزملاء، لافتا إلى أنه نفذ بطريقة عشوائية لا تليق بجهاز رسمى بعيدًا عن القانون.
بيان الداخلية المرسل بالخطأ تلفيق للتهم
وأكد أسامة داود، عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن ما ورد فى بيان وزارة الداخلية الأخير الذي أرسلته الوزارة بالخطأ عبر إيميلها الرسمي وكشف خطتها لمواجهة الصحفيين، يعتبر تلفيقًا واتهامات كاذبة منها.
وأضاف "داود"، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن الداخلية تحاول أن تلصق الاتهامات وتزيّف الحقائق وتقوم على التشويه المتعمد لنقابة الصحفيين طوال السنوات السابقة.
وأكد أسامة أن اعتقال الصحفيبن ومنع أعضائها من دخول النقابة جريمة مكتملة الأركان وتخالف المواثيق الدولية.
يأتى ذلك بعد اقتحام قوات الأمن المصرية مساء الأحد الماضي لمقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة وإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا.
كانت وزارة الداخلية قد أرسلت بيانًا للصحفيين بالخطأ، كشفت فيه عن خطتها في الفترة المقبلة في تعاملها مع الصحفيين بعد أزمة اقتحام النقابة.