هل الرجل طفل صغير؟
اعتادنا أن نسمع عبارة "زوجى طفل صغير" وأضطر للتعامل معه كطفل حين أشعر بحاجته للحب والحنان، أو حين يملئه الحنين لطفولته التى كان يحظى فيها بالاهتمام والدلع والدلال من الأم .
لا يمكننا أن ننكر أننا كمجتمع شرقى ذكورى يميز بين الولد والبنت، فمنذ ميلاده يحظى بالتدليل والدلع ويأمر فيطاع، كل طلباته مجابة، يفعل ما يريده لأنه ولد، وبالتالى يشب ويكبر ويظل داخله الرغبة أن يظل مدلل وكل من حوله يلبى طلباته ورغباته، وحين يتزوج ويتحمل مسئولية بيت وزوجة وأبناء يظل بداخله الطفل مما قد يؤثر على حياته واستقرارها لأنه غالبًا ما يتجاهل رغبات واحتياجات زوجته وأسرته فى مقابل تحقيق رغباته حيث تتسم صفات شخصيته بالأنانية أو النرجسية، أوعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين والاستهانة بها، أو الازدواجية وقد تصل للبخل فى المشاعر والعاطفة.
قد تتسم شخصية الرجل الذى يحمل بداخله طفل بالأنانية، حيث يرى العالم من خلال صورته هو فقط لأنه متمحور حول ذاته، وبالتالى لا يبدى اهتمام لمشاعر الآخرين بما فيهم زوجته وأبنائه لأنه يضع رغباته أولاً ويفعل ما يرضيه بغض النظر على تأثيره على الأخرين، فيرى أن آرائه هى الصائبة ولا يقبل أن يعارضه أحد وبالتالى لا يستمع للأخرين بل يجبرهم على الإصغاء والإنصات فتفقد حياته الحوار والمشاركة.
هناك من تمتاز شخصيته بروح الدعابة والفكاهة والمرح، يتميز بجاذبية وقوة شخصية وحضور طاغى فى أى مكان يتواجد فيه، شخصية محبوبة، لكنه لا يتوانى عن الاستهزاء والسخرية من زوجته كنوع من الدعابة والمرح غير مقدر أنه قد يتسبب في إيذاء مشاعرها، وقد يصل به الأمر حين تعاتبه أن يتهمها بأنها لديه حساسية شديدة أو تميل لتعقيد الأمور وأخذ كل شيء بجدية وليس لديها روح الدعابة .
هناك من يحمل بداخله طفل وتتميز شخصيته بالإزدواجية فما يسمح به لنفسه لا يقبله من زوجته, وغالبا ما يستخدم ألية التبرير ويلجأ لتبرير تصرفاته حتى لا يوصف بالازدواجية.
أيضاً هناك من تغلب تصرفات الأطفال على سلوكه، فهو لا يفكر سوى فى نفسه، ولا يقدم لزوجته أى دعم أو مساندة حين تحتاجها ولا يشجعها فى أى موقف تحتاج فيه لمساندة شريكها.
قد يكون الرجل الذى يغلب عليه الطفل بخيل ليس فقط فى المال لكن فى المشاعر والوقت فلا يهتم بإشباع رغبات زوجته النفسية ولا منحها الحب والحنان الذى تحتاجهم مما قد يدمر علاقتهم مع الوقت .
علماء النفس يؤكدون أن كل إنسان يلعب ثلاث شخصيات على مدار حياته، الطفل والمراهق والناضج وما يحدد الاختلافات بين شخص وآخر هو مدى طغيان شخصية منهما على الأخرى، فالمرأة أيضا داخلها طفلة صغيرة لكنها لا تخجل من أن تظهرها فى أى وقت لأن تركيبتها النفسية تمكنها أن تعيش بشخصيتين شخصية الطفلة المدللة أحياناً والمرأة الناضجة التى تدلل الآخرين أحيانًا أخرى .
معرفة أسرار الطفولة المبكرة وطبيعة علاقة الطفل بالأم والتنشئة الاجتماعية وأسلوب التربية هى ما يكشف عن طبيعة شخصيته وملامحها والطرق المناسبة للتعامل معه.