أساتذة الطب النفسي يحللون فتاوى السلفيين "الشاذة".. حب الشهرة وإثارة الرأي العام هدفهم.. ياسر برهامي يعاني من ازدواجية المعايير.. ووكيل وزارة الأوقاف: لا يُعتد بها
تثير الفتاوى غير المسئولة الواحدة تلو حالات من الجدل داخل المجتمع المصري، كما تطرح العديد من التساؤلات حول أهميتها وجدواها ووقتها.
وكثيرا ما يطل علينا الداعية السلفي ياسر برهامى، والتي غالبا ما تأخذ مساحة كبيرة من النقاش والمجادلة، والتي كان آخرها قوله بعدم جواز ارتداء المرأة الصندل دون جورب.
وهذه الفتوى لم تكن الأولى من نوعها فقد حرم "برهامي" من قبل، إقامة الحفلات في يوم شم النسيم، وأكل سمك الرنجة، وعدم اعترافه بعيد الإخوة المسيحين، رغم حضوره للمراسم والأعياد الرسمية للسفارة الأمريكية بانتظام، ومقدم التهاني في كل المناسبات، كما حرم فوائد قناة السويس الجديدة التى اعتبرها ربا، وعدم وجوب الدفاع عن العرض وترك زوجته حفاظًا على حياته.
ومن جانبها ناقشت "العربية نيوز" عددًا من أساتذة الطب النفسي ليحللوا النواحى السيكولوجية لبعض المشايخ الذين يصدرون تلك الفتاوى الشاذة وعلى رأسهم ياسر برهامى.
من يحرم شم النسيم مريض نفسي
فى البداية يقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن من يحرم الاحتفال بعيد شم النسيم يعانون من أمراض نفسية ولا يفرقون بين الأشياء التى تنتسب إلى شعوب مختلفة أو إلى مراحل زمنية مختلفة.
وأضاف عبد العظيم في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن الدعاوى الشاذة التى تخرج للمجتمع من الدعاه السلفية وأعوانهم، تؤثر على البسطاء أصحاب الثقافة الدينية الضعيفة، لافتًا إلى أنها تجعلهم على أتم استعداد لتبنى هذا الفكر المتشدد، فالعلم والمعرفة لم تصل إلى كل الناس.
ووافق أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة على أن يتم تطبيق عقوبة قانونية لمن يفتى خارج المؤسسات الدينية، لأنه بذلك يضلل المجتمع، فمصادرهم في الإفتاء غير علمية وبعيدة عن صحيح الدين، فلابد من وضع حد للفتاوى الغريبة التى انتشرت فى المجتمع على يد الدعوة السلفية.
حب الشهرة بـ "فتاوي شاذة"
وأوضح الدكتور أحمد عبد الله استشارى الطب النفسى، إن الفتوى الشاذة التى تخرج من الدعوة السلفية الخاصة بتحريم أعياد الربيع وغيرها من الفتاوى التى تثير الجدل فى المجتمع ترجع إلى تصورهم النفسى الخاطئ للمشاكل فى المجتمع، مشيرًا إلى أنهم يتبعون قاعدة "خالف تعرف".
وأضاف استشارى الطب النفسى في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن المعرفة الدينية عند المصريين ضعيفة، وبالتالى هناك باب كبير أمام أصحاب الفتاوى الشاذة لنشر فتواهم دون اعتراض من أحد فى المجتمع، فنقص المعرفة والعلم يجعل المواطنين يستقبلون الفتاوى الشاذة على أنها حقيقية، بجانب فقدان الثقة فى المؤسسات الدينية الأساسية باعتبارها جزءًا من النظام فهذان البعدان جعلا المجتمع يتقبل كل الفتوى الخارجة عن المألوف.
واكد أن الدعوى السلفية واتباعهم لديهم تحصيل دينى ضعيف، فالفتوى رخصة من ثقة فى الدين أما التشدد فهو ضعف المعرفة والعلم.
ياسر برهامي يعاني من ازدواجية المعايير
وعلق الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، على فتوى ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بعدم جواز ارتداء المرأة الصندل دون جورب، قائلا: "ياسر برهامي ومن على شاكلته لديهم جمود فكري ولا يوجد لديهم استنباط لأفكار جديد من الدين، فهو لدية انفصام في الشخصية وازدواجية في المعايير".
وأضاف مجدي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن أصحاب الفتاوى الشاذة تدل على أن نشأتهم بها قهر وإجبار لتعلم أشياء معينة، لافتًا إلى أن الفكر المتخلف يأتي من طبيعة مجتمعية لا تسعى إلى التجديد أو التفكير، فهذه الفتاوى تساعد على تقنين فكر المجتمع، خاصة أن المجتمع المصري لدية أمية دينية.
لا يعتد بها
وأكد
الدكتور فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن برهامي ومن على
شاكلته وفكره لا يمكن أن يكون جهة للإفتاء، ولا يعتد بفتواه لكن هناك المؤسسات
الدينية المتمثلة فى الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية هى المصدر الأساسى
للإفتاء".
وتابع
عبدالعظيم في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن الشيخ ياسر برهامى دائما
يخرج علينا ببعض الفتاوى الشاذة التى لا تفيد المجتمع فى شيء، وأن المقصود منها
الإثارة من منطلق خالف تعرف".
وطالب وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن يكون هناك قانون يحدد الجهات المسئولة عن
الفتوى فى مصر ومن يخالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية، لأن الوقت الراهن لا يسمح بمثل
هذه الممارسات التى تهدد استقرار المجتمع.