عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"شم النسيم" العيد الفرعوني الذي جذب انتباه المستشرقين.. بدأ الاحتفال به في عهد الأسرة الثالثة.. وافق عيد الفصح في اليهودية والقيامة في المسيحية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدأ الاحتفال بعيد "شم النسيم" منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام 2700 ق.م، وبالتحديد أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتى الآن، يرى بعض المؤرخين أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسر، ويعتقدون أن الاحتفال به كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون"، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو".

ورمز شم النسيم عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.

وتعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

وأخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد، فكان وقت خروجهم من مصر في عهد "موسى" مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فاختار اليهود ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم، ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين.

واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفِصْح" وهو كلمة عبرية تعني الخروج أو العبور تيمُّنًا بنجاتهم، واحتفالًا ببداية حياتهم الجديدة.

وبدخول المسيحية مصر جاء عيد القيامة موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال المسيحيين يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد "شم النسيم" يوم الإثنين، وذلك في شهر برمودة في التقويم المصري الذي يبدأ من 9 أبريل إلى 8 مايو من كل عام، وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة، هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددته 55 يوما، كانت تسبق عيد القيامة وكان تناول السمك ممنوعا على المسيحيين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فتقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة، وما زال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا.

واستمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول الإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور، يحمل ذات المراسم والطقوس، وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.

وقد لفت ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي إدوارد وليم لين الذي زار القاهرة عام 1834م فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله "يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، راكبين أو راجلين، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم؛ ليتَنَسَّموا النسيم، أو كما يقولون ليشموا النسيم. 

وهم يعتقدون أن النسيم– في ذلك اليوم- ذو تأثير مفيد، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل"، وهي نفس العادات التي ما زال يمارسها المصريون حتى اليوم.