عاجل
الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

معاني الخير


لابد وأن كل شيء حولنا يدعو للقلق والحيرة، التعب والألم، كثرة الحروب والدماء، أصبحت النفس تشعر بالعزلة والضغط، وكلما نظرت حولك أو فكرت في الأشخاص في محيطك، تجد إما الحدة، الغلظة أو العصبية، ويخيم الخوف علينا، ما هو المصير المقبل؟ إلى أين سنصل؟ أبناؤنا؟ حياتنا؟ هل سنقاوم؟ هل سنبقى على قيد الحياة؟ متى سيكون المصير وعلى أي شاكلة؟ 

الكثير في حالة من التيه وهناك من هم في حالة من الغضب، سيل من المشاعر السلبية تهاجم أنفسنا بسبب الأحداث!

هل فكرت كيف يؤثر ذلك على نفسك أو الأنفس حولك، يملأنا بالاستعداد للهجوم والتطاول، يفقدنا الكثير من إنسانيتنا، كلنا باحثون عن الأخلاق وكلنا من الضغط، كثيرًا ما ينفرط عقدها من بين أيدينا!

هل فكرت في ذاتك؟ هل فكرت في رسالتك؟ كلما هاجمتك الدنيا بالظروف السيئة! هاجمها بالتدبر، بالتفكير العميق وبالتأمل. 

في التأمل تسبح النفس هائمة حتى تصل إلى شاطئ المعرفة، وتنكشف الحقائق والثوابت تظهر وتختفي الشوائب! 

كل منا كون في ذاته، وللكون من حولنا أحداث، وسعينا للسيطرة الدائمة على مجريات الأمور يشعرنا في الكثير من الأحيان بالشلل التام، فمقاومة الفكرة تزيد من تمسكها بالتواجد في الرأس!

لا تحزن على ما لا تستطيع تغييره، وغيره إلى ما تستطيع، لم يخلقنا الله لننتظر مصائرنا وننتظر أن تنقشع المصائب من حولنا لنعمل 
ولكن خلقنا الله لنعمل حتى ننسى بجهدنا وعملنا قسوة مجريات الأمور، كل منا خلق لهدف ولرسالة، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز "لقد خلقنا الإنسان في كبد" صدق الله العظيم، فلن تستطيع أن تعيش في رخاء طوال الوقت ولن تفرض عليك الظروف أن تعيش في عناء طوال الوقت وستصبح دنياك دومًا ما بين هذا وذاك حتى نسلم أمانتنا لله!

وكما قيل "على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح"، هي حياتك سطرتها بالخوف، بالأمل، بالعمل، بالحرية أو بالقيود، فستظل في النهاية معركتك وحدك ورسالتك أنت، الأمل والتفاؤل معانٍ وأحساسيس ليس لها معنى في أوقات الرخاء ولكن في وقت الأزمة، وحينما تنقطع كل المعاني الإيجابية وتختفي من حولنا فكرة النجاح، تظهر معاني الأمل بعمق لتنير طريق الظلام، لتدفعنا لنحفر عن معانٍ أخرى من جديد وتفجر في دمائنا مشاعر جديدة، تجعلنا في ثقة نسلم الأمر كله لله، ونعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا جاء يوم القيامة وفي يد أحدكم فسيلة، فليغرسها" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مع معنى النهاية يأمرنا بالاستمرار في العمل، وعدم الاكتراث للنتائج، فليس عليك إلا أن تزرعها ولكن نموها وحصادها ليس من صميم عملك ووظيفتك. 

الأمل أحيانًا في وقت الأزمة جنون، ولكن جنون الأمل هو طريق للحياة، جنون الأمل هو جسر الوصول، جنون الأمل هو معنى لتحدي الظلام للإيمان والثقة في الله، لكي نكون بحق من الذين يؤمنون بالغيب، وكلهم ثقة في أن القادم خير وأن القادم هو تدابير الله. 

كن على يقين بأن معاني الخير هو أنت، هو سعيك، هو تعاونك، هو التسامح وقتما تحتدم الأزمات، التسامح مع الذات ومع الآخر ومع أنفسنا، وكفاك شرفا دائمًا أنك حاولت وأنك لم تنظر لهوة السقوط ولكنك شاركت في بناء الطريق، من قديم الأزل وعلى مر عصور التاريخ، تعرضت البشرية للكثير من الأزمات والمجازر والحروب، ولن يبقى ليسطر التاريخ إلا أصحاب الخير، الصامتين عن الخلافات، العاملين في صمت، المساهمين في البناء، اكتب اسمك في التاريخ بالعمل على الخير ودع النتائج لرب الكون يعلنها وقتما يشاء وكيفما يشاء، وثق فيما وضعه فيك من قدرات وصفات لتحمل الألم واستنشاق الأمل والمضي قدمًا في طريقك.