"الطلاق" شبح يهدد بانهيار المجتمع المصري.. محاكم الأسرة: حالة "انفصال" كل 6 دقائق.. أساتذة علم نفس: المواقع الإباحية وراء انتشار الظاهرة
المواقع الإباحية
فى البداية أكدت الدكتورة إيمان القماح، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن مداومة تردد الأزواج على "المواقع الإباحية" تعمل على بدء ظهور حالة من النفور بين الزوجين، مؤكدة أن هذه الحالات انتشرت بشكل ملحوظ فى المجتمع، بالفترة الأخيرة، مشيرة إلى عدم تحمل الزوجة لمثل هذه التصرفات المراهقة، والشاذة، من قبل الزوج، فتلجأ إلى "الطلاق".
وأضافت القماح، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن العنف من الأسباب الرئيسية في لجوء الزوجة إلى رفع قضية "خلع" ضد زوجها، مؤكدة أن الاستقلال المادى والاقتصادي "للمرأة" جعلها ترفض التسلط في المعاملة من قبل زوجها، وسريعًا ما تلجأ إلى "الطلاق".
وأشارت أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، إلى أن كلًا من الزوجين يكمن بهما الميزات والعيوب، ويجب تحمل كلًا منهما عيوب الآخر، مؤكدة أن الطبع لا يمكن أن يتغير ولكن يمكن تحمله، لاستمرار الحياة الزوجية.
كما ناشدت الأهالي بضرورة الحيادية بين الزوجين فى حل المشاكل، وعدم
تتبعهم نظام العند، والتحيز لأبنائهم، حتى لا تهدم الأسرة.
ارتفاع نسبة العنوسة
وقالت سناء السعيد، رئيس لجنة المشاركة السياسية التابعة للمجلس القومى للمرأة، إن نسبة الطلاق شهدت ارتفاع بشكل ملحوظ، في السنوات الأخيرة بين الشباب والشابات، حديثي الزواج، مشيرة إلى قلة الوعي، والدراية، بحجم المسئولية الزوجية، والاستقرار.
وأضافت السعيد لـ"العربية نيوز"، أن فشل العلاقات الزوجية، يرجع إلى الظروف المعيشية الصعبة وعدم تحمل ضغوطات الحياة، فضلًا عن ارتفاع نسبة "العنوسة" التي تضطر فيها البنت بأن تتزوج من شاب يصغرها فى السن، عند تخطيها سن الزواج، لتتخلص من لقب "عانس"، فيصدمها الواقع الأليم فى عدم التوافق الفكري بين الزوج والزوجة، حتى يصبح "الطلاق" هو الفيصل بينهم.
وأوضحت رئيس لجنة المشاركة السياسية التابعة للمجلس القومى للمرأة،
أن نسبة الطلاق ستنخفض تدريجيًا خلال عام 2017 القادم، مؤكدة أن جميع المؤسسات
تعمل على الاهتمام بالشباب، وتابعت استراتيجية مصر 2030 التى تعتمد على الوعى لدي
الشباب، وإتاحة فرص عمل جديدة، وبالتالى ستعمل على الحد من الضغوطات التى تؤدى إلى
"الطلاق".
تفريغ "الشهوات" و"الطاقات الجنسية" المكبوتة
فيما استاء أشرف سعد محمود الداعية الإسلامي، من احتلال مصر المركز الأول عالميًا فى نسبة الطلاق، مشيرًا إلى أن الشباب أصبح لا يرى في الزواج إلا تفريغ "الشهوات" و"الطاقات الجنسية" المكبوتة، دون النظر إلى شريك عمر صحيح، لبناء عش زوجية سعيد.
وأكد محمود لـ"العربية نيوز"، أن الزيادة الملحوظة فى نسبة الطلاق تكمن فى عدة أسباب منها زواج المصالح، والالتفات لعالم الخيالات والرفاهية الذي يشاهدونه فى الأفلام والمسلسلات، فضلًا عن غياب الوازع الديني "الصحيح".
وناشد الداعية الإسلامي جميع الشباب المقبلين على الزواج بالتروي فى
اختيار الزوج أو الزوجة القادرين على تحمل أعباء الحياة المادية والمعنوية، وإدراك
مسئولية الحياة الزوجية، والتخلي عن الأوهام والخيالات، ومواجهة الواقع، حتى لا يكونوا
جزءًا من هدم المجتمع، موضحًا أن المجتمع ما هو إلا عبارة عن مجموعة من الأسر،
وبهدمها يُهدم المجتمع.