حصاد الأسبوع الرئاسي.. السيسي يجري مباحثات مع ولي عهد أبوظبي وملك البحرين لتوسيع التعاون.. ويستعرض مع "بلومبرج" تطورات العمل في مصر.. ويشارك احتفالات تحرير سيناء وعيد العمال
تنوع نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي على الصعيدين الخارجي والداخلي، فقد أجرى مباحثات مع كل من ولي عهد أبوظبي وملك البحرين لتوسيع التعاون، واستقبل رئيس مجموعة بلومبرج ورئيس هيئة الأركان الأمريكية، وشهد الاحتفال بيوم القضاء وعيد العمال، وألقى كلمة في ذكرى تحرير سيناء، ووجه بتوفير السلع الأساسية للمواطنين، وتابع مشروعات البترول والغاز والكهرباء، وافتتح المقر الجديد لوزارة الداخلية.
وبدأ الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باصطحاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة في جولة تفقدية لتجمع الشيخ محمد بن زايد الذي يربط بين القاهرة الجديدة كامتداد طبيعي للعاصمة الحالية وبين العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بطول 12 كيلو مترا وعرض 6.5 كيلومتر.
ثم جرى اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد عودته تناول استعراض آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، ولاسيما بالنسبة للأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية في المنطقة، حيث أكد الجانبان على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية لتلك الأزمات، بما يساهم في الحفاظ على الوحدة الإقليمية لتلك الدول ويصون مقدرات شعوبها، ويرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستقبل الرئيس السيسي، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وأكد الرئيس خلالها تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع البحرين في جميع المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، ومتابعة تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين التي عُقدت مؤخرا، كما بحث الجانبان أيضًا عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وشهد السيد الرئيس وملك البحرين التوقيع على 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي للتعاون في عدد من المجالات.
واستقبل الرئيس فيليب بلومبرج رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "بلومبرج"، الذي عرض تطورات العمل في مشاريع الشركة المتنوعة بمصر، ولا سيما مشروع استبدال الشون الترابية بشُون حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، والتي أُعدت خصيصًا لتناسب ظروف الإنتاج والتداول، حيث تُستخدم في تخزين الحبوب والأقماح، وأشاد الرئيس السيسي بالمشروعات التي تنفذها الشركة في مصر.
واستقبل الرئيس السيسي، الفريق أول جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث أكد الرئيس اعتزاز مصر بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة، وحرصها على تطوير التعاون الثنائي معها في جميع المجالات، بما في ذلك الصعيد الأمني والعسكري الذي يمثل أحد مجالات التعاون الهامة بين البلدين، وأشار الرئيس السيسي إلى الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وألقى الرئيس السيسي كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم القضاء، أعرب فيها عن تقديره لدور مؤسسة القضاء الوطنية العريقة التي تعمل على إنفاذ الدستور والقانون وتُحقق العدالة وترفع المظالم وتعيد الحقوق لأصحابها.
وأكد أن "استقلال القضاء يعد ركيزة أساسية من ركائز دستورنا ومجتمعنا ومنهج فى الحكم ألتزم به وسألتزم به دائمًا عن إيمان ويقين"، مضيفا "ولقد حرصت منذ تحملى المسئولية على التأكيد على استقلال القضاء، واليوم أؤكد مرة أخرى تمسكي بأن أنأى بنفسى وبكافة المسئولين عن أية شبهة للتأثير على أحكام القضاء أو التدخل في شئونه".
كما قام الرئيس السيسي بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة بمدينة نصر بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، كما قام الرئيس عقب ذلك بقراءة الفاتحة على قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وفي كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، قال الرئيس السيسي إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض، تمثل ملحمة وطنية رائعة، مصدر فخر للأمة المصرية، التي ضربت مثالًا في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية، والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني، وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة في تاريخ شعبنا العظيم منبعًا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والكرامة والحفاظ على أرض الوطن.
وأضاف أن الدولة بدأت في تنفيذ برنامج طموح لتنمية سيناء يشمل إنشاء منطقة اقتصادية حرة وسبعة عشر تجمعًا سكنيًا، وثلاثة عشر تجمعًا زراعيًا، بالإضافة إلى توفير المياه اللازمة للري بكافة الوسائل الممكنة، كما تواصل الدولة تنفيذ العديد من المشروعات ومنها استكمال شبكة الطرق، وإنشاء أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي، ومشروعات أخرى فى مجالات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة، ويساهم بشكل فعال في تنمية الوطن كجزء عزيز منه ولا يتجزأ عنه.
كما شهد الرئيس احتفال الدولة بعيد العمال، حيث ألقى كلمة خلال الاحتفال أعلن خلالها عن تخصيص مائة مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لصالح صندوق الطوارئ من أجل دعم القطاعات التي تواجه ظروفًا صعبة مثل قطاع السياحة، وقال "إن العمال كانوا دائمًا في طليعة الحركة الوطنية، وإن مصر في انتظار المزيد من العمل والإنتاج فى مرحلة البناء الراهنة، ونطمح معًا لتدشين قاعدة صناعية مصرية تتيح لمصر تصدير مختلف منتجاتها الصناعية إلى الخارج، وترفع فى كل مكان شعار "صنع فى مصر".
وأكد الرئيس السيسي ضرورة الاهتمام بالمنتج المصري ومواصلة جهود الارتقاء بجودته لزيادة قدرته على المنافسة سواء محليًا أو خارجيًا، مشددا على ضرورة تعزيز التنسيق بين جميع الوزارات والجهات المختصة بهدف تيسير الإجراءات المطلوبة لبدء النشاط التجاري والاستثماري، وذلك في إطار الجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين بما يساهم في جذب مزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة.
وتابع الرئيس السيسي معدلات تنفيذ أعمال تنمية حقل "ظهر" لوضعه على خريطة الإنتاج بنهاية عام 2017، وذلك خلال اجتماع مع طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الذي عرض خطة الوزارة لتطوير قطاع البترول والغاز، مشيرًا إلى توقيع الوزارة لعدد من الاتفاقيات خلال الأشهر الماضية لتنمية حقول البترول والغاز مع الشركات العالمية بما يعكس ما يتمتع به قطاع البترول والغاز المصري من سمعة طيبة عالميًا.
كما أكد الرئيس ضرورة المتابعة المستمرة لمعدلات تنفيذ أعمال تنمية حقل "ظهر" من أجل ضمان الالتزام بالجدول الزمني المُحدد والانتهاء من المرحلة الأولى ووضع الحقل على خريطة الإنتاج في بنهاية عام 2017 مما سينعكس إيجابًا على معدلات إنتاج مصر من الغاز الطبيعي وسيساهم في سد الفجوة الحالية بين الإنتاج والاستهلاك.
وفي نفس الإطار، أكد الرئيس أهمية استمرار جهود تنويع مصادر حصول مصر على الطاقة الكهربائية، ولا سيما من خلال مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في اجتماع مع الدكتور محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي عرض الجهود الجارية لتوفير الكهرباء للمواطنين وضمان انتظام التغذية الكهربائية، كما عرض جهود تعزيز شبكة نقل الكهرباء، ولا سيما شبكات النقل بالجهود الفائقة والعالية.
وافتتح الرئيس السيسي المقر الجديد لوزارة الداخلية بالقاهرة الجديدة، حيث أكد أهمية استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في تأمين المقر الجديد فضلا عن اتخاذ جميع التدابير اللازمة لخفض التكلفة البشرية والمادية لحماية منشآت ومباني المقر، كما أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تساهم المنشآت الجديدة للوزارة في تعزيز قدرات جهاز الشرطة وتوفير كافة المقومات الحديثة لاضطلاعه بمسئولياته الوطنية في حفظ أمن وسلامة وحقوق المواطنين وحُسن معاملتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وقام الرئيس بجولة تفقدية بمقر الوزارة الجديد، كما استمع إلى شرح تفصيلي لمنشآت مبنى الوزارة الجديد.