من يدفع ثمن أعطال المترو؟.. مصالح المواطنين في خطر.. جدل بين الخبراء حول الأسباب.. مسئول أمني: غياب الصيانة وراء الأزمة.. والشركة ترد: قطار كل دقيقة ونصف لمنع التكدس
مشاهد متكررة من الأعطال فى قطارات مترو الأنفاق، أصبحت على مرأى ومسمع ركاب المرفق، نتج عنها تعطل الحياة اليومية للأهالي، وذلك بعد تعطل مترو الأنفاق بالساعات، في الوقت الذي تحاول وزارة النقل، أن تقدم خدمة جديدة لزيادة الأسعار داخل مترو الأنفاق.
الضحية الأولى من تلك المشاهد والأعطال المؤسفة هو المواطن الفقير أو الموظف عديم الدخل الذي لا يقوى إلا على دفع "جنيه" واحد لقضاء حاجته، ووصوله إلى مصلحته أو عمله الذي ينفق منه على مصاعب الحياة، ليجد نفسه فريسة بين زحام المترو وغلاء الأتوبيسات، وجشع سائقي الميكروباصات.
تلك المشاهد كان آخرها توقف حركة مترو الأنفاق على الخط الثاني "شبرا الخيمة- المنيب"، بسبب عطل في قطار بمحطة مترو مسرة، حيث شهدت باقي محطات مترو الأنفاق بالخط الثاني زحامًا وفوضى، وتكدست أرصفة المحطات بالركاب، وتواصل العطل لمدة ساعة ونصف، إلى أن أعلنت إدارة المترو عن عودة حركة القطارت لطبيعتها.
عدد من خبراء النقل اختفلوا حول أسباب هذه الأعطال ومدى تأثيرها على المواطن البسيط، حيث قال البعض، إن أعطال فنية وراء هذا التدهور الذى تشهده قطارات المترو، مشيرين إلى نقص فى تكاليف الصيانة، بينما أكد البعض أن هذه الأعطال المستمرة، نتيجة عدم الإشراف الدورى المستمر على قطارات المترو.
غياب الصيانة الدورية وراء أعطال قطارات المترو
فى البداية أكد اللواء يسري الروبي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وخبير المرور الدولي والإنقاذ والتدخل السريع فى الحوادث، أن الأعطال المستمرة فى قطارات مترو الأنفاق، نتيجة لسوء الصيانة، والإهمال الشديد من قبل مهندسي الصيانة فى مترو الأنفاق، مشيرًا إلى أن غياب المسئولين عن الإشراف المستمر لقطارات المترو، سيؤدي إلى تدهور حالات القطارات بشكل أكثر خطورة.
وأضاف الروبي فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن المنظومة البشرية في هيئات النقل المصرية هى الأساس فى تطوير الهيئة بالكامل، والتي يجب أن تقوم على قواعد وأسس، وهى الصيانات الدورية، واليومية، والأخذ بإنذارات الصيانة، لكن ما يحدث عكس ذلك.
كما استنكر الخبير الدولى للمرور والإنقاذ، حديث المسئولين المستمر في مترو الأنفاق عن زيادة سعر تذكرة المترو، مبررين ذلك بعدم وجود تكاليف تغطي أعطال الصيانة.
قص تكاليف الصيانة وراء أعطال المترو المستمرة
أوضح الدكتور أحمد محمود فرج، خبير تطوير النقل وهندسة السكك الحديدية، إن حالة التدهور التى بدأت تشهدها حركة مترو الأنفاق، ترجع إلى نقص فى تكاليف الصيانة والتشغيل، مشيرًا إلى أن الإيرادات الخاصة بشركة المترو تغطى العمالة فقط.
وأكد الدكتور أحمد محمود فرج، خبير تطوير النقل وهندسة السكك الحديدية في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن هناك خططًا يجب أن تتبعها شركة المترو للحد من حالة التدهور وأعطال الصيانة، عن طريق زيادة الإيرادات بسعر التذكرة، حتى يصبح بحد أدنى جنيه ونصف، ليصبح هناك فائض فى تكاليف الصيانة والعمالة، إضافة إلى التمويل الغير تقليدى عن طريق زيادة الإعلانات التجارية بالمحطات.
وأشار إلى زيادة الإيرادات عن طريق الاستئثار بالثمة المضافة، بالاستغلال التجاري للأراضي المجاورة لمترو الأنفاق، ليصبح هناك دخل إضافى لشركة المترو، وتغطية التكاليف، ويمكن الاستفادة بذلك بداية من الخط الثالث للمترو الذى يقام حاليًا.
قطار كل دقيقة ونصف لمنع التكدس
بينما قال أحمد عبدالهادى، المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إن حركة الارتباك التى يشهدها الخط التاني، ترجع لتعرض بعض القطارات إلى عطل فنى، مشيرًا إلى أن الشركة المسئولة بالمترو تقوم بتحريك القطارات إلى الورشة لإعادة صيانتها.
وأكد عبد الهادي، في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز" أن الشركة تقوم بتحريك قطار كل دقيقة ونص على الخط الثانى، مناشدًا المواطنين بعدم التكدس والتدافع، على عربات القطارات للحفاظ على أرواحهم.