نيلسون مانديلا.. مناضل أفريقي رسم طريقًا إلى الحرية والإنسانية
فى مثل هذا اليوم من عام 1994 وقف الملايين في طوابير الانتخابات لأول مرة بجنوب أفريقيا، تنتظر إجراء أول انتخابات حرة نزيهة في بلاد عانت كثيرًا من آلام التفرقة والعنصرية، وقد أجريت الانتخابات تحت إشراف لجنة انتخابية مستقلة وفاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بنسبة تعادل حوالي ثلثي الأصوات.
انُتخب نيلسون مانديلا رئيسًا لجمهورية جنوب أفريقيا، وأدى اليمين في مباني الاتحاد في بريتوريا في 10 مايو 1994، وأصبح رسميًا علم جنوب أفريقيا الموجود حتى الآن هو علم البلاد منذ 27 أبريل 1994، وجاء هذا العلم ليحل محل سابقه الذي كان رمزًا مرتبطا بتاريخ البلاد المتعلق بالأفريكانز والإنجليز، وترمز الألوان الستة إلى مختلف الميولات السياسية للبلاد، وكذا الألوان التي استخدمت سابقا في أعلام البلاد على مر التاريخ، كما أنها ترمز إلى الموارد الطبيعية للدولة، لذا أصبح تاريخ "27 أبريل" هو يوم عطلة رسمية في جنوب أفريقيا، واطلق عليه "يوم الحرية".
"مانديلا" والطريق إلى الحرية
كان النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء شغل حيزًا كبيرًا من تاريخ البلاد وسياساته، وقد بدأ الحزب الوطني بإدخال سياسة الفصل العنصري بعد فوزه بالانتخابات العامة لعام 1948 وهو الحزب نفسه الذي بدأ تفكيك هذه السياسة عام 1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعات مناهضة للعنصرية من البيض والهنود، جنوب أفريقيا من الدول الأفريقية القليلة التي لم تشهد انقلابًا على الحكم، كما يتم تنظيم الانتخابات الحرة والنزيهة منذ 1994، مما يجعل للبلاد قوة مؤثرة في المنطقة، بل واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في القارة الأفريقية وكان للزعيم الراحل نيسلون مانديلا الفضل الأعظم في تحقيق الحرية لبلاده التي باتت تحتفل كل عام في نفس الموعد في السابع والعشرين من إبريل بيوم هو يوم الحرية.
"مانديلا" أول رئيس منتخب
هو أول رئيس أسود يحكم جنوب أفريقيا، وذلك في عام 1994، وخدم في منصبه هذا حتى عام 1999، وكان نيلسون مانديلا رمزًا للسلام العالمي، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1993.
بدايات النضال
كافح نيلسون مانديلا في حياته من أجل تحقيق المساواة بين البيض والسود الذي كان يتم اضطهادهم بشكل قاسٍ، وسرعات ما شارك في شبابه بنشاط الحركة المناهضة للفصل العنصري بعد أن أنهي دراسة القانون، وكان من ضمن الشباب الأفارقة مؤسسيي العصبية الشبيبة وكان هدفه عمل حركة شعبية جماهيرية تستمد قوتها من الفلاحين والضعفاء، من خلال حزب المؤتمر الأفريقي، وإستمر مانديلا في كفاحه السلمي 20 عامًا حتي قبض عليه عام 1956 بتهمة الخيانة للدعوة السياسية فتلقي أسوء معاملة داخل السجن لكنه تحدي الواقع وحصل على درجة بكاليريوس في القانون من جامعة لندن من خلال المراسلات ليثبت نفسه أمام العالم أجمع الذي بدأ في متابعته.
من قيود السجن إلى نوبل والحرية
بعد إطلاق سراح مانديلا من السجن، حث نيلسون مانديلا على الفور العديد من القوى الأجنبية لزيادة الضغط على حكومة جنوب أفريقيا من أجل الإصلاح الدستوري، وفي عام 1993 تم منح نيلسون مانديلا والرئيس دي كليرك جائزة نوبل للسلام معًا، وذلك لعملهم نحو تفكيك نظام الفصل العنصري، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عملهم، والمفاوضات التي قامت بين السود والبيض في جنوب أفريقيا.
وداعًا نيلسون مانديلا
وقبل الانتخابات العامة لعام 1999، كان وقتها نيلسون مانديلا اعتزل السياسة النشطة، ولكنه أيضًا استمر في الحفاظ على جدول أعماله المزدحم من أجل خدمة وطنه، وفي 5 ديسمبر 2013، وعن عمر يناهز الـ95 عامًا، توفي نيلسون مانديلا في منزله في جوهانسبرغ، بعد سنوات من الكفاح من أجل الحرية والمساواة والقضاء على العنصرية، واعتمد يوم 18 يوليو ذكرى ميلاده عيدًا رسميًا للبلاد.