فوراين بوليسي: واشنطن لم تنجح في تصدير الديمقراطية لدول العالم
عرض أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيف والت، في مقال نشرته مجلة "فوراين بوليسي" الأمريكية، تفسيره لسلسلة إخفاقات، تكبدتها واشنطن في جلب الديمقراطية إلى دول أخرى.
ويرى "والت"، أنه لا يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في القيام بمحاولات عدوانية لإقامة أنظمة ديمقراطية في دول مختلفة، بل العمل بشكل نشط على تغيير السياسة الأمريكية الداخلية.
وأعرب "والت" عن كامل اقتناعه بأن استخدام القوة العسكرية لنشر الديمقراطية في العالم، هو فكرة فاشلة منذ البداية، لأن وضع دستور جديد وإجراء انتخابات – وهذا هو المنهج الذي تسلكه واشنطن لا يكفيان لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي.
وجاء في المقال: "تبدو الولايات المتحدة مغرورة للغاية، حين تعتبر جيشها قادرًا على تصدير الديمقراطية سريعًا وبثمن رخيص".
وأشار الأستاذ إلى أن محاولات جلب الديمقراطية بالقوة تواجه مقاومة شديدة في كثير من الدول، لأن النشطاء المحليين لا يرغبون في تلقي الأوامر من قوات الاحتلال، وأضاف أن تنشيط المعارضة، الذي يرافق دائما الاضطرابات الداخلية، قد يهدد بتداعيات خطيرة.
وذكر "والت" أن استخدام أساليب القوة أثناء "تصدير الديمقراطية"، يؤدي إلى تبرير العنف، وذلك يفسر تعزيز مواقف الزعماء الذين يعتمدون عليه.
ويوضح المقال أن الأمريكيين يتجاهلون في كثير من الأحيان، الظروف السياسية والاجتماعية داخل الدول، التي يجلبون الديمقراطية إليها، ما ينعكس في تعيين شخصيات غير مؤهلين تمامًا في مناصب قيادية.
وأكد الأستاذ أنه لا يمكن نشر الديمقراطية المستدامة بشكل سريع ورخيص في الدول التي لم يتم فيها سابقًا تطبيق المعايير الديمقراطية الغربية، ودعا واشنطن إلى الاكتفاء بالأساليب الديبلوماسية، لتكون قدوة حقيقية لدول لم تنتشر فيها الديمقراطية.
وتوصل "والت" إلى الاستنتاج التالي: "قصارى القول، فإن واشنطن سوف تنجح أكثر في دعم الديمقراطية بالعالم، في حال ستضمن الاحترام بقيمها في الأراضي الأمريكية".