مظاهرات 25 أبريل.. حضرت قوات الأمن وغاب المتظاهرون.. القوى الحزبية والنشطاء يفشلون في الحشد.. سياسيون: الظروف الحالية مختلفة.. وحسن نافعة: الأزمة السياسية لم تنتهِ بعد
غاب المتظاهرون عن شوارع وميادين القاهرة، وحضرت قوات الأمن بشكل كبير ومكثف، بعد أن أطلقت قوى حزبية ونشطاء سياسيون، حملة "مصر مش للبيع"، لرفض اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية.
وكان من المقرر أن يتجمع المتظاهرون، اليوم، لرفض هذه الاتفاقية، لكنه مر دون ظهور استطاعة القوى السياسية الحشد إلا فى بعض المناطق القليلة جدًا في أنحاء الدولة.
وأكد سياسيون لـ"العربية نيوز" أن الوقت الراهن لا يساعد على الحشد مثل الأوقات السابقة، موضحين أن الأزمة السياسية لم تنتهِ بعد، وأن الطريق ما زال طويلاً على استقرار الأمور في مصر.
ظروف مختلفة عن سابقتها
يقول الدكتور يسري العزباوي، رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن "الكثافات الأمنية وراء عدم خروج المتظاهرين اليوم وتنفيذ دعوات القوى السياسية والحزبية، التي نادت بالتظاهر ورفض اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية".
وأضاف "العزباوي"، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الظروف الحالية لا تسمح بوجود الحشود الجماهيرية كما كان فى الفترة الماضية، فاليوم سينتهي بشكل طبيعي جدًا.
وأكد رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن القوى الحزبية والسياسية ستغير من خططها لفكرة التظاهرات، وتعتمد على بيانات الرفض وتوجيهها إلى البرلمان، من أجل التأثير على قراراته في قضية ترسيم الحدود.
واستبعد أن يكون خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير، هو السبب في عدم نزول المتظاهرين كما كان متوقعًا، فخطاباته دائمًا تركز على قوى الشر والمؤامرات الخارجية.
قلق المصريين يرجع لعجز الحكومة عن التعامل بـ"شفافية"
وأوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، معقبًا على غياب التظاهرات والحركات الحزبية، بعد تداعيتها بالنزول للميادين في ذكرى تحرير سيناء، أن هناك نزولاً متفرقًا؛ ولكن ليس بالكثافة المتوقعة، لافتًا لوجود قوات الجيش والشرطة في الشوارع والميادين بشكل مكثف.
وأضاف "نافعة" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الأزمة السياسية لم تنتهِ بعد، وأن الطريق ما زال طويلاً على استقرار الأمور في مصر.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن هناك حالة من القلق في مصر، بسبب عجز الحكومة عن التعامل بشفافية مع عدد من الملفات المهمة، مثل ملف الجزر وريجينى والملف الاقتصادي وارتفاع الدولار، وإحساس الشعب بعجز الحكومة عن التعامل مع هذه الملفات بكفاءة، مما خلق فجوة ثقة بين الشارع والحكومة.
الشعب مل من دعوات
التظاهر المتكررة
وأكد الدكتور
إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الشعب المصرى مل من
دعوات التظاهر في الفترة الأخيرة، والمواطنون أصبحوا لا يميلون إلى دعوات التظاهر
المتكررة، وأكبر دليل على ذلك ما حدث اليوم وغياب التظاهرات رغم إصرار القوى
الحزبية والثورية على التظاهر اليوم، لرفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
وأضاف بدر
الدين لـ"العربية نيوز"، أن أهم نجاح دعوات التظاهرة هو غياب مؤسسات
الدولة، لكن الآن اكتملت كل الؤسسات الدولة والشعب أصبح له متحدث يعبر عن مطالبه
وهو البرلمان.
وأشار أستاذ
العلوم السياسية، إلى أن خطابات الرئيس فى الفترة الأخيرة لعبت دورًا في تهدئة الرأي العام، خاصة بعد حديثة عن دعم محدودي الدخل، وتوضيحه أن الحكومة تراعي البعد
الاجتماعي لكل المواطنين.
وأوضح أن
البرلمان لن يقبل اتفاقية ترسيم الحدود ولم يوافق عليها أيضًا بطريقة مباشرة،
وإنما قرار الرفض والقبول سيأخذ وقتًا من الفحص والرصد والبحث، فقرار البرلمان سيظهر
بعد مباحثات مستفيضة.