"وديعة الإمارات" وراء انخفاض سعر الدولار.. "الأخضر" يكسر حاجز الـ 11.70 جنيه لأول مرة في تاريخه.. محاولات للسيطرة على السوق السوداء.. وخبراء: ستنفذ خلال أيام
شهدت مصر في الفترة الراهنة، انخفاضًا في سعر "الدولار" مقابل الجنية المصري، ليصل سعر صرف الدولار إلى 10 جنيهات للشراء، ووصل في بعض المناطق إلى 10.20 للبيع، بعد أن تعدى الدولار حاجز 11.70 جنيه فى السوق السوداء لأول مرة في تاريخ مصر خلال الأيام الماضية، بينما استمر سعر الدولار في البنوك عند 8.85 جنيه للشراء، و8.88 جنيه للبيع.
وأكد الخبراء أن انخفاض سعر الدولار يرجع إلى الوديعة المقدمة من الإمارات العربية المتحدة للبنك المركزى المصري، والتي تبلغ قيمتها 2 مليار دولار، وتم السيطرة على السوق السوداء، فضلاً عن نسبة العرض والطلب، بينما أشاروا إلى أن هذا الانخفاض الذى شهده سعر الدولار ما هو إلا فترة مؤقتة وستمضي خلال أيام.
نفاد "الوديعة" خلال أيام
يقول الدكتور رشاد عبده، خبير الاقتصاد الدولي، إن "تراجع سعر الدولار في السوق السوداء أمام الجنيه المصري، سببه تقديم ولي عهد أبو ظبي مبلغ 4 مليارات دولار دعمًا لمصر، 2 مليار منها توجه للاستثمار في المجالات التنموية، و2 مليار وديعة في البنك المركزي المصري، لدعم الاحتياطي النقدي المصري".
وأكد عبده في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن أزمة الدولار ستتجدد بالسوق السوداء، على مدار الـ10 أيام القادمة عند نفاد الوديعة المقدمة من الإمارات العربية من البنك المركزي المصري.
وأشار خبير الاقتصاد الدولي، إلى أن سعر الدولار سيشهد انخفاضًا في أسعارة خلال اليومين القادمين، نظرًا لعدم وجود تعاملات رسمية اليوم توقف السعر على 10 جنيهات مقابل الدولار.
وأضاف أنه يجب على البنك المركزي توعية المواطنين في الفترة القادمة، بث الثقة في نفوسهم بقدرته على تلبية احتياجاتهم، حتى لا يلجأوا إلى السوق السوداء.
فترة مؤقتة
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، إن الحالة التى شهدتها السوق السوداء في تراجع سعر الدولار ووصوله إلى 10.5 جنيه، فترة مؤقتة، مضيفًا أنها ترجع إلى إيداع الإمارات العربية المتحدة إلى البنك المصري بنحو 2 مليار دولار.
وأضاف "عامر" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن الوديعة عملت على رفع الاحتياطي النقدي الأجنبي والسيطرة على السوق السوداء، وتم السيطرة على السوق السوداء من خلال بث كميات كبيرة من العملة الأجنبية "الدولار"، مشيرًا إلى سد عجز احتياج السوق المصرية فى تمويل عمليات الاستيراد.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن سعر الدولار يتأثر بتراجع الاحتياج النقدي، عن طريق دخل قناة السويس أو زيادة الصادرات المصرية أو حركة السياحة أو تمويل المصريين بالخارج.
الانخفاض الوهمي
وأوضحت الدكتورة هبة نصار، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن "هناك عمليات مضاربة وركود في البيع والشراء، أدت إلى تراجع سعر الدولار ليصل إلى 10 جنيهات".
وأشادت "نصار" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"" بالوديعة المقدمة للبنك المركزى المصري، من قبل الإمارات العربية المتحدة، بقيمة 2 مليار دولار، مشيرة إلى أن كثرة المضاربات تدل على انخفاض وهمي في سعر الدولار.
وأضافت أستاذة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، أن هناك أكثر من عامل أثر إيجابيًا على سعر الجنيه أمام الدولار، منها الوعى لدى المواطنين والحد من الإقبال على طلب "الدولار"، بجانب الحد من "العمرات" قبل شهر رمضان، والسفر للخارج، لافتة إلى كثرة الاتفاقات الدولية التى عملت على تراجع سعر الدولار.
كما أنه إذا استمرت الظواهر الإيجابية، فسيتم القضاء على الفئة المضاربة، وبالتالى سيستمر انخفاض سعر الدولار.