خبير عن "أزمة الدولار": الصورة ليست بهذه القتامة
قال رئيس قسم البحوث في شركة "أصول" لإدارة المحافظ، إيهاب سعيد، إن "ما يثار حاليًا بشأن أزمة "الدولار" بالسوق مبالغ فيها للغاية ومن السهل السيطرة عليها واحتواؤها"، قائلاً: "الصورة لا تبدو بهذه القتامة، ومتوقع أن يحدث استقرار نسبي في سوق الصرف قرب المستويات الحالية، والتي يراها الكثير من المؤسسات الدولية القيمة العادلة للجنيه".
وأضاف سعيد أنه بطبيعة الحال تلك الارتفاعات القياسية للدولار غير ناتجة من ارتفاعه عالميًا وإنما من انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى، وهو ما تسبب فى ارتفاعات قياسية فى أسعار الذهب والحديد على مدار الأسبوع الماضى.
ورغم نفى المركزى شائعة خفض جديد لقيمة الجنيه، إلا أنها لم تكن كافية لإيقاف النزيف الحاد في قيمة الجنيه، ليتبعه إجراء آخر من قبل المركزى، بسحب ترخيص تسع شركات صرافة دفعة واحدة، بدعوى التلاعب فى سعر العملة، ونظن أن هذا الإجراء أيضًا لن يكون كافيًا، فالأزمة ليست في التلاعب بأسعار العملة أو مجرد شائعات بقدر ما هى أزمة بالمعروض من العملات الأجنبية أمام الطلب الهائل، سواء بدافع الاستيراد أو التحوط من قبل المواطن العادى، وهنا تكمن الأزمة.
وأشار إلى أن استمرار تراجع قيمة الجنيه بهذا الشكل، إنما هو أمر متوقع ومنطقى فى ظل تراجع حجم الاحتياطات النقديه للمركزى وعجز الحكومة الواضح على تحسين مناخ الاستثمار أو استعادة معدلات السياحة.
وتوقع إيهاب سعيد، أن يقدم البنك المركزي على خفض جديد فى الأسعار الرسمية خلال الفترة القصيرة القادمة، رغم نفيه، لتبدأ معها عودة الاستثمارات الأجنبية والإيداعات بالمركزى، مما قد يعيد التوازن نسبيًا لميزان المدفوعات الذى يواجه عجزًا قياسيًا قارب على 3.5 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالى.