عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

القاهرة تعيد ترتيب أوراقها الأفريقية.. وزير الري يتجاهل أزمة "حلايب وشلاتين" في الخرطوم.. السودان تتعمد توريط مصر في أزمة "سد النهضة".. وخبير: نظام البشير "مربك"

 محمد عبد العاطي
محمد عبد العاطي - سد النهضة - البشير

قام الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري بزيارة إلى دولة السودان، حيث عقد لقاءً مع معتز موسى وزير المياه والكهرباء السوداني وذلك وفاءً بالوعد الذي قطعه بأن تكون أولى زياراته خارج مصر لدولة السودان الشقيق.

وتناول اللقاء عددًا من موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين أهمها: مناقشة تطوير آليات العمل بالهيئة المصرية السودانية المشتركة لمياه النيل، وكذلك الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي، كما تم مناقشة الاستعداد لموسم الفيضان الجديد ومساهمة الشعب المصري في برنامج "زيرو عطش" الذي يهتم بإمداد المناطق النائية والحبرومة في ربوع السودان بمياه الشرب النقية.

وتم مناقشة التعاون بين الوزارتين في إنشاء وتدعيم مركز البحوث المائية في السودان، وعددًا من المشروعات لحصاد الأمطار والتكامل الزراعي تبلغ استثماراتها حوالي 12 مليون دولار، إلى جانب آليات دعم التعاون مع دول حوض النيل.

ورغم أن لقاء عبد العاطي بالوزير السوداني جاء عقب تصريحات مثيرة للجدل من جانب الرئيس السوداني عمر البشير، والذي أكد أن حلايب وشلاتين تابعة للسودان، إلا أن الوزير المصري تجاهل الحديث تمامًا عن الأزمة بحسب البيان الرسمي للوزارة.

وكانت السودان قد أكدت أنها ستدعم وجود سد النهضة، لأنها ترى فيه "يخدم المصالح السودانية"، مؤكدة أنها ستستفيد من وجود سد النهضة في توليد الكهرباء.



ترتيب الأوراق

 

من جانبه، قال الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، إن زيارة وزير الري محمد عبد العاطي للسودان تأتي في سياق محاولة مصر إعادة ترتيب الأوراق من جديد، خصوصًا بعد "مساومة" السودان لمصر للتنازل عن حلايب وشلاتين في مقابل سد النهضة.

 

واعتبر "القوصي" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن هناك تعمد سوداني لتوريط مصر في قضية سد النهضة، مؤكدًا أن تصريحات الرئيس السوداني عن حلايب وشلاتين بمثابة الضغط على مصر، ﻹجبارها على التفاوض بشأن ملف منطقة "حلايب وشلاتين".

 

وأضاف خبير الموارد المائية أن مصر تواجه تحالف سوداني إثيوبي كان متوقعها منذ بداية الأزمة، حيث إن السودان أعلنت أنها ستشارك إثيوبيا في الكهرباء المتولدة من السد، ولم يكن متوقع أن تظهر السودان عن بشاعة المشهد بهذه الطريقة.


وضع السودان "مربك"

 

واعتبر الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، أن وضع السودان في المعادلة بين إثيوبيا ومصر "مربك"، مشيرًا إلى أن زيارة وزير الري للخرطوم تعني "رفض القاهرة" لتصريحات الرئيس السوداني عمر البشير والتي قال فيها إن "السودان تدعم بناء سد النهضة لأنه مفيد لها".

 

وأكد الشناوي في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز" أن السودان كانت لديها النية والعزم منذ البداية على ترك القضية لصالح إثيوبيا خصوصا وان أديس أبابا أغرتها بالكهرباء وبالدعم الذي ستقدمه لها، محذرا من خطورة هذا السد على الخرطوم قبل فوات الآوان.

 

وأضاف خبير السدود بالأمم المتحدة، أن السودان ستستفيد بالفعل من كهرباء السد لكنها ستخسر في مقابل ذلك أراضيها في حال تعرض السد لأي شئ أو انهار.