كشف حساب 100 يوم برلمان.. مجلس "عبد العال ورفاقه" لم ينجح أحد.. 69 إجازة و54 جلسة في 3 أشهر.. "بزنس" النواب يسيطر.. وتوفيق عكاشة الضحية
مائة يوم مرت على انعقاد برلمان 30 يونيو، حيث أقيمت جلسته الأولى في 10 يناير الماضي.
وخلال المدة الماضية علقت الجماهير آمالًا وأحلامًا كبيرة على مجلس النواب الجديد، معتبرينه وجوده الطريق نحو حل مشاكلهم، ونحو رقابة أكثر فاعلية، لكن الواقع جاء بعكس المتوقع.
عقد البرلمان منذ جلسته الأولى إلى اليوم ما يقرب من 54 جلسة، وخلال تلك الجلسات أقر 240 قانونًا، كما حصل نوابه على 69 يوما إجازة، ولم يصدر المجلس حتى الآن إلا تشريعًا واحدًا فقط، وهو لائحته الداخلية التى وافق عليها الأعضاء مؤخرًا.
وحتى الآن وبحسب مراقبين لم تظهر أى جدوى حقيقية من وجود البرلمان ولم يستفيد المجتمع منه شئ، موضحين إلى أن الرأى العام لم يشاهد من المجلس إلا الصراعات والنزاعات والتصرفات التى تؤكد أنهم غير مؤهلين لتولى مسئولية النيابة عن الشعب.
ومن جانبها بحثت "العربية نيوز" مع عدد من السياسيين دور البرلمان خلال الـ 100 يوم الماضية، وهل قدم ما كان متوقعًا منه أم أخفق؟، وهل اهتم بالصراعات والمشاكل الداخلية على حساب الدور المكلف به؟.
بداية مع الدكتور رفعت السيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، الذى أكد أن أداء مجلس النواب حتى الآن ضعيف يسيطر عليه الارتباك والفوضى والخلافات الشخصية، مشيرًا إلى أن الدكتور على عبدالعال لا يملك الرؤية السياسية لإدارة الخلافات والصراعات داخل المجلس.
واعتبر السيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الأزمات هى التى تسيطر على المجلس لدى سائل الإعلام، فمعظم الأخبار تتعلق بخلافات وصراعات وتصادم فى وجهات النظر، فما يحدث فى المجلس الآن لم نراه من قبل.
وأضاف مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، أنه ومنذ الجلسة الأولى للبرلمان والأعضاء فى مشاكل ومواجهات كثيرة متمثلة فى مراجعة القوانين وانتظار اللائحة التأسيسية لعمل المجلس ثم جاء برنامج الحكومة فكل هذا ساعد على إعاقة عمل البرلمان الحقيقية، لافتا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد وضوح أكبر على البرلمان والحكم سيكون أكثر انصافا.
لم يقدم جديدًا
أوضح
المستشار أحمد مكى، وزير العدل الأسبق، إن مجلس النواب بعد 100 يوم منذ بداية انعقاده لا يقدم فائدة واحدة، بل كل ما قام به غير مرضى على الإطلاق بداية من
إقرار القوانين فى 15 يوما دون مناقشة، مرورًا بمبدأ نعم للرئيس، ولا يوجد
تفاوضات، فضلًا عن المهازل التى تحدث بداخله.
وأشار مكي
في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إلى أن مجلس النواب كان لا بد أن يكون
أكبر من ذلك من حيث القيمة السياسية، ولا يكون أداء لتنفيذ مطالب السلطات
التنفيذية، وقال: "البرلمان ده بعد 100 يوم أنا شايف أنه مالهوش لازمة"،
كما أشار "مكى" إلى بعض القوانين التى تم رفضها ثم إعادت إقرارها مرة
أخرى مثل قانون الثرورة المعدنية، وغيرها من القوانين.
فشل في أداء مهمته حتى الآن
ومن جانبه
قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى، ورئيس المنتدى المصري للدراسات
الاقتصادية، إن البرلمان فشل فى أداء مهمته حتى الآن، فلم يقدم أى شيء إلى
المواطنين حتى الآن.
وأكد عبده
في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" على أن النواب لم يظهر منهم إلا
مطالبهم فقط، فهم يهتمون بالبدلات والوجبات والفنادق وجوازات السفر الدبلوماسية
فقط، متجاهلين المعاتها التى يتعرض لها المواطنون بصفة يومية.
وأضاف
رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن رئيس البرلمان مهتم بنقد الأعضاء،
والإعلام ويفتعل بعض المشاكل الداخلية والتى تهدد استقرار البرلمان.
وأشار الي
أن البرلمان منذ انعقاده حصل على 63 يوما إجازة منها الرسمية ومنها غياب اللائحة
التأسيسية، لافتا أن هذه الإجازة تعبر وحدها عن مدى عدم اهتمام الأعضاء بالمهام
الموكله إليهم، لافتا الى أن المجلس النواب فشل فى إصدار أى قانون يخص الجانب
الاقتصادى والاستثمارى فى مصر حتى الآن.
أشبه بـ"مدرسة المشاغبين"
وأوضح
المسستشار فتحى خليفة، رئيس محكمة النقض ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، إن مجلس
النواب برغم مرر 100 يوم على بداية أول جلسة له، لا نشعر بجدواة على الإطلاق،
مقارنة بالمجالس السابقة والذى كان لهم دور ملموس على أرض الواقع، ولكن هذا المجلس
يشوبه العديد من الانتقادات المختلفة، منها ضياع قيمة وهيبة المجلس.
وأضاف
خليفة في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن مجلس النواب فى هذه الفترة
باتت تشبه "مدرسة المشاغبين"، وذلك بعدما شهد حالات عديدة للطرد
لأعضائها، وذلك بسبب ققدان رئيس المجلس المستشار على عبدالعال السيطرة على النواب،
لافتًا أن الطرد يعد آخر إجراء كان يمكن أن يتخذه ضد النائب، كما قال: إن القوانين
التى صدق عليها "النواب" يشوبها أيضًا العوار الدستورى منها قانون
الثروة المعدنية.