عريقات: الجولان عربية.. وإسرائيل تشرع قوانين الغابة
قال السيد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين، إن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم الانسحاب من الجولان واعتبارها أرضا إسرائيلية يؤكد أن إسرائيل ماضية في سياسة العمى والتجاهل للشرعية الدولية ، وهو الأمر الذي لن يخلق لها أي حق ولن ينشئ لمصلحتها أي التزام على الإطلاق.
وأضاف عريقات، في تصريحات صحفية، أن مجرد انعقاد الاجتماع الوزاري الإسرائيلي في الجولان المحتل وللمرة الأولى للإعلان عما يعتقدون بـ"أبدية أسرلة الجولان" لهو دلالة قاطعة على رفض إسرائيل لكل القرارات الدولية وضرب الحق العربي بعرض الحائط وإصرار على ثقافة الإخضاع والضم والقضم لأرض سورية احتلتها إسرائيل في 9 يونيو من عام 1967.
وفي هذا الصدد، يشير عريقات إلى أن توقيت الإعلان الإسرائيلي حول عدم الانسحاب من الجولان المحتل وإلى الأبد يتقاطع مع اعتقاد نتنياهو أن الأزمة السورية وتداعياتها وما تعيشه المنطقة من عدم استقرار - هي السبب الأول والأخير فيه - يشكل بدوره فرصة كبيرة لإسرائيل لشرعنة الاحتلال ومحاولة كسب التأييد في إطار الادعاءات الاسرائيلية بأن إسرائيل "تواجه خطرا أمنيا" وأنها بإعلانها الجوان المحتل أرضا إسرائيلية تحصن نفسها من "قوى التطرف".
ويلفت كبير المفاوضين في هذا السياق إلى أن العالم بأسره يعلم أن إسرائيل هي من خلقت التطرف في المنطقة وغذته ليتسنى لها التحكم والسيطرة، داعيا المجتمع الدولي - الذي إذا أراد حقا هزيمة التطرف – إلى تجفيف ما وصفة بـ"مستنقع التطرف" وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي جر المنطقة لمربعات العنف، وزرع الفتنة والإرهاب.
وتابع، إن كل ما تقوم به إسرائيل لا يؤشر بالمطلق على أنها ترغب في السلام مع العرب، أو إعادة الحق العربي بل إن الإسرائيليين وبسياستهم المتطرفة يحضرون لحروب تحافظ على وضع الاحتلال القائم ، ضمن إصرارهم على لغة الإملاءات وفرض سياسة الأمر الواقع، وشرعنة قوانين الغاب، وتأطير ثقافة الإخضاع وقتل ثقافة السلام ، متسائلا: ما الفرق بين متطرف يجز رقبة ضحية، وإسرائيلي يحرق ويقتل ويصادر الحق قائلا: للأسف العالم يرقب سياسات إسرائيل التعسفية ولا يحرك ساكنا.
إلى ذلك أكد عريقات، أن هضبة الجولان هي أرض عربية خالصة احتلتها إسرائيل بقوة الباطل، وأن استعادة الجولان هو جزء لا يتجزأ من المطالب العربية الشرعية.. حيث ركزت جهود مفاوضات السلام السابقة التي رعتها الولايات المتحدة بين سوريا وإسرائيل على أهمية إعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا في إطار الحل الشامل، فيما تراوغ إسرائيل رفضا للامتثال للغة السلام.