"الضرب بالأحذية علي الفضائيات" عقاب اختلاف العلماء في الرأي.. السب والتراشق بالألفاظ حال نقاشات مشايخ الدين.. وخبراء: أفعالهم جريمة بحق الإسلام والمجتمع
ضرب بالحذاء وسب وخناقات حال المشايخ والدعاة على الفضائيات.. خبراء الأزمة الأخلاقية وصلت إلى شاشات التليفزيون.. وأفعال المشايخ تهدد صورة رجل الدين.
انتشرت في الآونة الأخيرة مشاهد المعارك والمشادات على الفضائيات، بين المشايخ والعلماء، حتى وصل الحال إلى الردح والسب والتهديد بالضرب بالحذاء، وهذا لمجرد الاختلاف فى وجهات النظر فيما بينهم، الأمر الذى بات ينعكس بشكل سلبى على صورة رجل الدين لدى المشاهدين.
وظهور المشايخ على الفضائيات له انطباع مختلف، ويعكس صورة ذهنية مختلفة لدى الجمهور المشاهد والمتابع لهؤلاء المشايخ والعلماء، فالشيخ أو الداعى إلى الدين يملك صفات خاصة، وله رونق مختلف عما يتركه غيرهم من السياسيين والإعلاميين والفنانين لدى المشاهدين، فالمعلومات التى تخرج منهم تكون حقيقة لدى المشاهدين، وهذه الصورة التى اعتدنا عليها من المشايخ والأئمة بعدما صاروا نجوما على الفضائيات.
وترصد "العربية نيوز"، في هذا التحقيق، أهم عراكات المشايخ والأزهريين على شاشات الفضائيات، وتأثير ذلك على الدين وعلى صورة رجال الأزهر لدى المجتمع.
"أزهري" يضرب "ميزو" بالحذاء
الضرب بالحذاء كان آخر حوادث الأزهريين على شاشات الفضائيات، حيث قام الداعية الأزهري جمعة محمد علي، بسكب الماء على الشيخ محمد عبدالله المعروف بـ "ميزو"، ثم خلع حذاءه وهدده بضربه مع سيل من الشتائم والسب، وكا السبب أن الشيخ ميزو يستفزه من وقت إلى الآخر.
ولم يكمل الشيخ ميزو البرنامج الذي يذاع على قناة "الحدث"، مطالبًا مقدم البرنامج بتربية ضيوفه على حد قوله.
النقاب يغضب أحمد كريمة في جلسة علماء
وفى مواجهة أخرى بين الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة، والدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول حملة لا للنقاب، التى أغضبت الدكتور أحمد كريمة، فقال إنه لابد من وجود عدالة فإذا منع النقاب لابد من منع التبرج، حيث إن المتبرجة أشد خطرًا من المنتقبة، فمنع النقاب يخلق تميزا طائفيا، ويهدد العدالة فى المجتمع.
علم فاسد وأخلاق وضيعة
شن الشيخ صبرى عبادة هجومًا قويًا على على "ميزو"، قائلا له: "إن العبارات التي تروج لها بعلمك الفاسد وأخلاقك الوضيعة كذب وافتراء، وكان هذا بسبب التصريحات الغريبة للشيخ "ميزو".
وأضاف عبادة، أن جريمة الزنا ذُكرت في القرآن الكريم، الذي حرم الاقتراب من فعل الفاحشة، مشيرًا إلى أن الإسلام غلظ عقوبة الزنا من أول مرة.
ورد ميزو على حديث عبادة قائلا: "غفر الله لك، وأشهد أني سامحتك، يا بتاع الخطاب الدعوي الديني الجديد".
وحول تأثير مشاجرات رجال الدين على المجتمع وإهتزاز صورتهم
امام المشاهدين، يقول الدكتور عبدالغفار هلال، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة
الأزهر، إن المجتمع يجب عليه أن يفرق بين رجل الأزهر الذى يظهر على الفضائيات، وأى
شخص آخر يرتدى الزى الأزهرى، لافتا إلى أن الشيخ محمد عبدالله المعروف بـ "الشيخ
ميزو" ليس أزهريًا ولا يجب أن يتحدث فى أى أمر يخص الدين الإسلامى.
وأضاف هلال في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"،
إن الخطأ الأكبر يقع على الفضائيات التى تبحث عن من يثير الفتن والمشاكل داخل المجتمع،
فهؤلاء يسيئون إلى الدين الإسلامى، فأحكام الدين يجب أن تعرض عن طريق المتخصصين الذين
يعرفون العلم والأخلاق معا.
وطالب العميد الأسبق لكلية أصول الدين، بإبعاد هؤلاء عن الساحة
الإعلامية، فالأزهر بريء من هؤلاء وأعوانهم.
وأكد أن الرسول عليه الصلاه والسلام كان يتعامل مع الكفار،
لكنه كان متسامح ذو خلق، إذن هذه المناظر التى نراها لا يصح أن تظهر على قناوات فضائية
لأن ذلك ينتقص من الشيخ ورجل الدين الحقيقى، لافتا إلى أن الدين الإسلامى يؤمن بالحوار
البناء القائم على العلم والأدب.
ومن جانبها، أوضحت الدكتور شادية قناوى أستاذ علم الاجتماع
بجامعة عين شمس، إن ما يحدث فى الفضائيات من سب ومشاجرات يعبر عن الأزمة الأخلاقية
التى وصل إليها الجتمع ككل، ويبدو أن الأزمة الأخلاقية وصلت إلى رجال الدين أيضًا.
ولفتت قناوي في تصريحت خاصة لـ"العربية نيوز"،
إلى أن ما وصل إليه بعض رجال الدين من سب وتشاجر مع بعضهم البعض، وشاهده المجتمع على
الفضائيات يعتبر جريمة فى حق المجتمع وإساءة للدين وللمشاهدين.
وأضافت أستاذة علم الاجتماع أن المجتمع يتباهى بصورة وقيم
رجل الدين، فهو الزاوية التى يحاول أفراد المجتمع التوجه إليها، لكن ما يحدث بينهم
على الفضائيات من مشاجرات ومحالة فرض الرأى بالقوة سيعكس صورة سلبية عن رجال الدين
وستأثر على قيم المجتمع فى النهاية.