خرافات الفلكي أحمد شاهين
فجأة وبدون مقدمات منطقية أو علمية، خرج علينا من يطلقون عليه عالم الفلك أحمد شاهين، في تصريحات صحفية، بأن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، واستند في ذلك على حد قوله لما ورد في سفر الخروج في التوراة بهذا الشأن، في إطار الحديث عن خروج بني إسرائل من مصر ومعجزة شق البحر، حيث ادعى بأن المكان الذي ذُكر في التوراة بأن اليهود قد نزلوا به عند هروبهم ليلاً من مصر، هو منطقة "بعل صفون" الواقعة قبالة "مجدل".
وقال "شاهين" إنها "منطقة تابعة للأراضي السعودية! وإن الرب قد أمر بني اسرائيل بأن يتجمعوا أمامها، حتى يظن فرعون أنهم تائهون فيتبعهم بمكباته فيغرقه الله! وأن العبور قد حدث في الأراضي الحجازية أو السعودية بمسماها الحالي بعدما عبروا خليج العقبة".
وحقيقة الأمر أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة تمامًا ويفتقد للحقائق العلمية للأسباب الآتية:
أولاً: إن العهد القديم نفسه يوجد به لبس في المسميات لاسيمًا مسميات الكثير من الأماكن الجغرافية، بدليل ذكره أماكن بمسميات في توقيت لم تكن هذه المسميات قد أطلقت بالأساس على هذه الأماكن المقصودة في ذلك التوقيت، وبالتالي لا يمكن التعويل على ذلك في قضية مهمة بحجم ملكية جزيرتين هامتين من الناحية الاستراتيجية.
أولاً: إن العهد القديم نفسه يوجد به لبس في المسميات لاسيمًا مسميات الكثير من الأماكن الجغرافية، بدليل ذكره أماكن بمسميات في توقيت لم تكن هذه المسميات قد أطلقت بالأساس على هذه الأماكن المقصودة في ذلك التوقيت، وبالتالي لا يمكن التعويل على ذلك في قضية مهمة بحجم ملكية جزيرتين هامتين من الناحية الاستراتيجية.
ثانيًا: إن الفقرات التي ذكرها أحمد شاهين والواردة في الخروج والتي يدعى أنها تؤكد أن صنافير وتيران سعوديتان لم تذكر هذه الفقرات بالأساس هاتين الجزيرتين لا تلميحًا ولا تصريحًا، وإنما تحدثت عن أن الرب كتب عليهم التيه في سيناء، وأنه لم يهدهم إلى طريق أرض الفلسطينيين، مع أنها قريبة، "لأن الله قال لئلا يندم الشعب إذا رأى حربًا مع الفلسطينيين ويرجع إلى مصر، فأدار الشعب في طريق برية بحر سوف" ( خروج 13 : 17 - 18)، أي اتجهوا إلى جنوب سيناء بدل شمالها. فما علاقة ذلك بالأراضي الحجازية!
ثالثًا: إن الفقرات الواردة في الخروج ( 14 : 1 – 4 ) والتي تنص على أن الرب قد أمرهم أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون لا يعنى بأي حال أن المقصود ببعل صفون جزيرتي تيران وصنافير، وإن كانت هي فليس هناك ثمة دليل واحد على أنهما ليستا مصريتين‘ بل على العكس كيف كان فرعون سيتبعهم بجيوشه في أراض ليست ضمن الأراضي المصرية! كما أن كلمة "الرجوع" التي ذكرت في النص تحديدًا تعني الارتداد للخلف في طريق العودة وليس المسير للأمام.
رابعًا: إنه فيما يتعلق بتصريحه بأن معجزة الخروج حدثت في خليج العقبة أمر غير علمي بالمرة، لأن الخروج من مصر له نظريات عديدة من المستشرقين والدارسين العرب قُتلت بحثًا، بعدما أثارت جدلاً علميًا كبيرًا منها نظرية "سيجموند فرويد"، حيث يرى أنه حدث في منطقة رأس خليج السويس وهي المنطقة التي تعرف باسم منطقة الشط. وهناك رأي "برنار بروبير" الذي يرى أن العبور لم يكن بالأساس في منطقة البحر الأحمر حيث إن ملوحة البحر الأحمر لا تسمح بإنبات نبات البوص المذكور في قصة الخروج، وأن المقصود بارتداد بني إسرائيل لبحر "سوف " - البحر الأحمر، هو "بحر الخيرزان أو البوص" وهي منطقة "الشلوفة" التي تقع على بعد 12 كليومترًا من البحيرات المرة. وإن منطقة سكوت التي ذكرت بأن اليهود تمركزوا فيها تقع على ساحل بحيرة المنزلة، فما علاقة ذلك بالأراضي الحجازية! وصنافير وتيران! وإن مجدل وبعل صفون تقع بين سكون وخليج السويس.
رابعًا: إن أحمد شاهين اعتمد في رأيه هذا على نظريتي الدكتور سيد القمني وكمال الصليبي الذين يرون أن كل أحداث العهد القديم قد حدثت في الأراضي الحجازية، وهما نظريتان غير دقيقتين لا يأخذ بهما علماء التاريخ لأنهما يعتمدان على تشابه المسميات والتي هي في الأصل موضع شك وخلط في روايات العهد القديم.