اتهامات سابقة التجهيز
لاحظنا خلال الفترات السابقة، اتهام مسبق يطلقه رجال الأمن، للتخلص من إزعاج قضية معينة، وخصوصًا لو قضية قتل أو خطف، أن القاتل أو الخاطف مريض نفسي، فهل كل الأمراض النفسية تؤدي بصاحبها لارتكاب جريمة قتل أو خطف طائرة أو مركبة أو أن يؤذي الآخرين.
سأضع أمام سيادتكم نبذة عن بعض الأمراض النفسية، ومتى تؤذي الآخرين، وأول تلك الأمراض الاضطراب البارانودي أو التشككي، والمريض هنا لديه ما يسمي ضلالات، أي افكار هو مقتنع بها تمامًا، وأن هناك من يريد ايذائه أو قتله أو هناك من يراقبه أو يتتبع خطواته أو يراقب تليفونه أو يصوره أثناء ممارسة حياته بأجهزة حساسة جدًا.
وإذا تحول هذا الاضطراب لمرض الفصام البارانودي أو التشككي سيزيد علي ذلك هلاوس سمعية أو بصرية أو شمية أو حسية، فممكن لهذا المريض فعلًا أن يؤذي الآخرين، للدفاع عن نفسه أما المرض الآخر، فهو الهوس ولكن المريض يتكلم بكثرة وعدم تركيز، ويخرج من موضوع لآخر، ويكون مجهد بسبب قلة النوم، وكلامه وحركته غير محددة الاتجاه، فإن أذى فذلك يكون بدون تعمد لإيذاء شخص بعينه.
والمريض الآخر هو مريض الصرع، فممكن لو كان غير مستقر في علاجه، فمن المحتمل أن يقوم بعد النوبة بعمل تصرف عشوائي يصيب به أحد عن غير عمد.
أما مريض الوسواس، فلو أهمل علاجه، فمن الممكن أن يأتى له ما يسمي الومضات، بأن تسيطر عليه فكرة معينة لإيذاء أحد، وتحت إلحاح الفكرة ينفذها وهو رافض لتلك الفكرة.
أما مريض الاكتئاب الشديد فقد يلجأ للانتحار، ومن الممكن أن يقتل من يحبهم خوفًا عليهم من تلك الحياة القذرة، علي حد فهمه، لذا لا نرمي بكل مصيبة لا نجد لها محرج إلا باتهام مرتكبها بالمرض النفسي، وعلينا أن نراجع تصرفات الشخص أثناء تنفيذ جريمته حتي يكون من السهل تشخيص حالته إن كانت مرضية أم لا.