بالصور.. أضرحة "أولياء الله" الأثرية في قبضة متعاطي المخدرات.. شهادات خاصة تؤكد ممارسة الرذيلة بداخلها ليلًا.. الأهالي: الشباب نسوا هيبة المقابر.. و"شيخ الرفاعية" يحمل "الآثار" مسئولية الإهمال
فقدت الأضرحة الأثرية الملحقة بالمقابر هيبتها وجلالها فى النفوس حسب وصف الأهالى القاطنين بجوارها فى منطقة السيدة عائشة وباتت تستخدم كأوكار و"غرز" لتعاطى المخدرات، يقضى فيها الشباب أوقاتهم ليلًا، كما أصبح بعضها أشبه بالكهوف المهجورة فى ظل إهمال الدولة لها رغم كونها أماكن أثرية يتجاوز بعضها مئات السنين.
"العربية نيوز" أجرت جولة الميدانية بهذه الأضرحة لرصد مدى الإهمال الذى وصلت لها، مشاهد يقشعر لها الأبدان حينما تجد هذه الأضرحة التى يتحدثون عنها، والتى باتت أوكارًا لتعاطى المخدرات وممارسة الرذيلة من قبل الشباب والفتيات لا تبعد سوى سنتيميترات عن المقابر، وكأنهم نزعوا قلوبهم وأغشيت أعينهم وهم يذهبون لقضاء وقتهم بعيدًا عن أعين المواطنين.
أضرحة أثرية
"الشباب نيسوا هيبة المقابر وتقديرها"، هكذا استهلت فاطمة محفوظ التى كانت تجلس بميدان التونسى بالسيدة عائشة حديثها، مشيرة إلى أن هذه المنطقة مليئة بعشرات من الأضرحة أولياء الله الصالحين وتعتبر هذه الأضرحة مناطق أثرية فى حد ذاتها يتهافت عليها محبو آل البيت وعدد من الأجانب.
وتابعت: "إحنا بنيجى هنا علشان نلاقى لقمة نأكلها من إيد محبى آل البيت واللى قلت زيارتهم عن الأول علشان مشاغل الدنيا".
وواصلت "العربية نيوز" جولتها لاستكمال رصد الأضرحة التى تحولت لأوكار تعاطى المخدرات، فإذا بسيدة خمسينية تجلس أسفل شجرة وتدعى "جملات عيد"، إحدى القاطنات بجوار الأضرحة ومن أمامها أحفادها الذين يتصارعون على بعض الأرغفة التى تحصلوا عليها من أيدى زائرى الأضرحة.
وقالت: "أنا ليا 40 سنة عايشة هنا والأضرحة دى ياما ناس عليوى بتجيها علشان تتمسح فى بركتها، بس دلوقتى الأضرحة دى بقت زى الكهوف وزاد الوضع سوءا لما الحكومة أهملتها".
وتابعت "العربية نيوز" جولتها لتجد ضريحا جدرانه مهملة، وتتراكم بداخله أتلالا من الأتربة، وبسؤال الأهالى عنه فقالوا: إنه ضريح "سيدى محمد بن سيد الناس"، وبحسب شهاداتهم أكدوا أنه تحول فى أوقات الليل لوكر الملذات وتعاطى المخدرات، كما يتجمع فيه الشباب والفتيات للممارسة الرذيلة بعيدًا عن أعين الناس.
ضريح سيدي أبوالسعود
شقوق تملأها الزواحف المميتة، وروائح كريهة تنبعث وتزداد كلما اقترب منها، فضلًا عن أتلال الأتربة التى تتراكم داخله، روائح كريهة تنبعث بين الحين والآخر جراء استوطان الكلاب لها، هكذا هو حال "ضريح سيدى أبو السعود ابن العشائر، والذي أنشىء فى عصر الدولة الإيوبية فى مصر.
يقع الضريح بسفح جبل المقطم بجوار جامع السادات الوفائية، وبحسب حديث الأهالى المقيمين بجواره فإنهم جمعوا تبرعات من أجل إصلاحه وحمايته بوضع باب حديدى على واجهته لمنع دخول الحيوانات وحتى لا يتحول الضريح لكهف.
وزارة الآثار تتحمل المسئولية
فى سياق ما سبق، قال الشيخ طارق ياسين الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، إن وزارة الآثار تتحمل مسئولية ما وصلت إليه هذه الأضرحة، مشيرًا إلى أن الوزارة تتحمل نفقات بمليارات الجنيهات من أجل ترميم المناطق الفرعونية دون أن ينظروا إلى هذه الأضرحة.
وطالب "الرفاعى" بمحاسبة المسئول عن استمرار إهمال هذه الأضرحة على مدار الأعوام السابقة ووجه تهمة إهدار المال العام للمسئول عن الحال السيء الذي وصلت إليه هذه الأضرحة.