عاجل
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الاستقالة أم الإقالة


تصريحات أسد القضاة "الزند" فقد شهدت اختلافًا بين رافضين لها لاعتبارات عديدة أهمها النيل من الأنبياء المعصومين من الخطأ وتقديم مرتبة القضاة على مرتبة الأنبياء، وعدم لياقة التصريح وعدم مناسبته لطبيعة منصب وزير العدل، وفى الطرف الآخر وقف فريق من الإعلاميين ورجال السياسة رافعين يافطة التهوين من التصريح باعتباره زلة لسان غير مقصودة والتوقف عندها تصيد للرجل الذين يرونه صاحب إنجازات غير مسبوقة فى توفير الحماية للدولة ورجالها وأصدقائها من الأعداء المتربصين لهم. 

الرافضون لمحاسبة "الزند" على تصريحه هم أنفسهم المجاهدون من أجل محاسبة "صابر" على تصريحه منذ أقل من عام ومنطقهم يستند إلى أن جزءًا من الغاضبين من تصريح "الزند" يرجع لكونه إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجعلهم يخشون من عودة فكرة الحسبة ومحاكم التفتيش على الأفكار وزلات اللسان وما يستتبع ذلك من أفكار داعشية وأحداث إرهابية قد تنال من المجتمع على غرار ما حدث مع صحيفة "شارل إبدو" التى نشرت رسومات مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 

الحكومة انتصرت للفريق الأول وطلبت من المستشار "الزند" الاستقالة، فلما رفض أعفته من منصبه، فى حين وقف فريق المعارضين والمدافعين ينتقدون موقف الحكومة باعتباره استجابة لضغوط جماعة الإخوان وتمهيد الأجواء لمحاكم التفتيش والترهيب بالدين واصطياد الأخطاء والتكفير، كما رأى هذا الفريق أن التوقف عند هذه الأخطاء انشغالاً بتفاهات بما لا يتناسب مع الأزمات التى يعيشها الوطن. 

والواضح أن موقف الحكومة كان مشابها لنفس الحادث مع وزير العدل السابق منذ عدة شهور واتخذت فيه الحكومة نفس القرار فكان من الصعب الكيل بمكيالين، أما عن دعاوى المعارضين بأن مناقشة هذا الأمر لا يتناسب مع أزمات الوطن فلم يكن هذا موقفهم منذ شهور من الوزير السابق الذى كانت تصريحاته المسيئة أقل إساءة من تصريحات "الزند" باعتبارها إقرارًا لواقع حادث بالفعل، خاصة أن هموم الوطن لم تزد كثيرًا عن همومه فترة أزمة المستشار محفوظ صابر كما أن الانشغال بهموم الوطن لا يتعارض مع الحفاظ على القيم. 

والسبب الأهم هو أن المستشار الزند كان يشغل منصب وزير العدل وهو المنصب الذى يضفى على صاحبه نوعًا من الحكمة المتعلقة بكونه حارسًا على العدالة وأمين على ميزانها، ويلزمه بالتروى فى الأداء والخطاب، إلا أن خطاب "الزند" كان خطابًا استفزازيًا عدائيًا لا يتناسب مع طبيعة المنصب حتى لو كان معبرًا عن موقف صحيح، كان خطابه أقرب للخطاب الانتقامى الباطش.. أم موضوع رفضة الاستقالة وإقالته الحكومة لم يفرق كثيرا. وللحديث بقية ..