عاجل
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"التربية والتعليم" تتحوّل لـ"الاستيراد والتصدير".. الوزارة تشتري مناهج تعليمية من دول أخرى.. وخبراء: "الحفظ والتلقين" أنتجا عقولًا خربة

 الدكتور الهلالي
الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم

"كمال مغيث": مشكلات التعليم أكثر تعقيدًا من استيراد تجارب دول أخرى
"حسني السيد": غياب الرؤية والاستراتيجية
"عبدالحفيظ طايل": المناهج تعتمد على الحفظ والتلقين 

المناهج الدراسية من أهم المشكلات التي تواجه النظومة التعليمية في مصر، فلا يوجد تعليم ناجح دون منهج تعليمي قوي، لكن المناهج التعليمية في مصر كارثة وطرق تدريسها كارثة أخرى نتج عنها تدهور المنظومة التعليمية بالكامل، لكن طرق علاج مشكلة المناهج التعليمية مختلفة في عهد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، حيث أكد أن المناهج تحتاج إلى تقييم وتطوير بعضها، لذلك قرر أن يختار بعض الدول لاستيراد بعض المواد التعليمية منها مثل ألمانيا وسنغافورة وإنجلترا، مبررًا ذلك بأن هذه الدول على أعلى مستوى من التقدم العلمي بجانب أن بعض الدول العربية استعانت بتجربتهم في تطور التعليم.

لكن ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث وزير التربية والتعليم عن استيراد بعض المواد العلمية من الدول المتقدمة ونقلها إلى مصر، فالوزير السابق محب الرافعي قد أعلن عن تطوير المناهج التعليمية على أن يكون هناك تعاون بين مصر وسنغافورة واستحداث بعض المواد التعليمية من سنغافورة.

فتمر عقود من الزمن وكل وزير يتحدث عن تطوير المناهج الدراسية ويرى في بعض الدول التجربة الأمثل لتطوير المنظومة التعليمية في مصر، لكن لا يوجد أي تغيير على ارض الواقع، فالطلاب في كل المراحل التعليمية بلا استثناء يعانون من دراسة مناهج ليس لها علاقة بالواقع خاصة في الجامعة، فالطلاب يدرسون مواد لا يستفيد منها بعد التخرج حتى أصبح الخريج الجامعي لا يجيد سوى القراءة والكتابة فقط ولا يتعلم أي مهارات أثناء فترته التعليمية.

ويرى الخبراء التربويين أن التحدي الأكبر الذي يواجه المنظومة التعليمية في مصر هو عقم المناهج التعليمية بما تحتويه من أفكار تقليدية بحتة، لا تحفز الطلاب على حب العلم أولًا ولا تساعدهم في حياتهم العملية، لأن المناهج التعليمية تعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين بعيدا عن الفكر والابداع كما أنها لا تواكب التطور العلمى والتكنولوجي، مأكدين أن طرق التدريس تقتل عقول الطلاب.

"العربية نيوز" استطلع رأي الخبراء حول إمكانية استيراد مناهج تعليمية جاهزة من بعض الدول المتقدمة وتطبيقها في مصر، وكيف يتم النهوض بمنظومة التعليم وتحقيق المعادلة الصحبة وهي النهوض بالتعلم والطالب والمدرسة والمنهج الدراسي.



مشكلات التعليم أكثر تعقيدا من المناهج التعليمية
بداية مع الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، الذي أكد أن الموضوع أكثر تعقيدًا وصعوبة من ذلك لأن المناهج التي تتبع الدول المتقدمة تم كتابتها في سياق ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي معين، فيوجد صعوبة في نقل مناهج من مكان إلى مكان، فالذي ينجح في بعض الدول المتقدمة ليس بالضرورة أن يتوافق مع مجتمعنا.

وأشار الخبير التربوي، إلى أنه لا يوجد أي مانع من نقل بعض المناهج الخاصة بالعلوم والرياضيات فهي مناهج متشابهة لكن يجب عمل بعض التعديلات عليها حتى تتناسب مع مدارسنا، أما المواد الخاصة بالعلوم الإنسانية والثقافية فلا يمكن أن ننقلها عن أي دولة أخرى لأنها تتعلق بتاريخ وثقافة وقيم مجتمعنا.

وأوضح مغيث أن نقل المواد من الدول الأخرى ليس وحده يكفي، فلابد أن تتوفر طريقة جيدة لعرض المعلومات فالمواد المكررة ليست الأساس فقط، فلا بد أن يكون المدرس معدا جيدًا ويتعامل بطريقة مهنية مع الطلاب وعلى أعلى قدر من الكفاءة، لافتا إلى أنه لو تم إيجاد مناهج عالمية كما يبحثون الآن فهي بلا قيمة مع وجود مدرس محبط ويائس بجانب مناخ مدرسي لا يساعد على تطور الطلاب، فلو اهتمت الوزارة بالمناهج فليس لها أي قيمة دون الاهتمام بأركان المنظومة التعليمية في نفس الوقت، مشددًا إلى ضرورة الاهتمام بتأهيل وتدريب المعلم.


غياب الرؤية والاستراتيجية للمنظومة التعليمية
وأوضح الدكتور حسني السيد، أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن تطوير المناهج أصبح أمرًا ضروريًا ويجب أن يتم كل فترة حتى يواكب كل التطورات والتكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تسير على كل المناهج في الدول المتقدمة، لافتا إلى أن تطوير المناهج كان حديث المسؤولين منذ سنوات ولم يحدث بالشكل المطلوب الذي يساعد على تقدم المنظومة التعليمية.

وأضاف أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن وزارة التربية والتعليم تبحث عن مناهج دول أخرى وتجارب دول أكثر تقدمًا، مرجعًا ذلك إلى قلة خبرة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بجانب غياب الرؤية والاستراتيجية التي تعانى منها المنظمات التعليمية، وعدم وجود إرادة حقيقية لنجاح المنظومة التعليمية، لافتًا إلى أن النظومة التعليمية أصبحت عقيمة ومر عليها عقود ولم يتم تطويرها.


إصلاحات جزئية
وأكد عبدالحفيظ طايل، مدير مركز الحق في التعليم، أن عمل الوزراء والمسئولين في قطاع التعليم بمصر هي إصلاحات جزئية، فيجب أن تتبنى الدولة والحكومة استراتيجية واضحة ذات أهداف معينة بتوقيت زمني محدد للنهوض بالمنظومة التعليمية ككل، لكن للأسف أسلوب التعليم في مصر يعتمد على الحفظ والتلقين ويهدف إلى نجاح الطلاب فقط، الأمر الذي أدى إلى وجود أجيال ذات عقول خاوية وخبرات لا تتناسب مع طبيعة العمل، مشددًا على وجود مناهج تتناسب مع الفترة الراهنة ويجب أن توضع من قبل خبراء حقيقيين في المجال التربوي.

وأضاف مدير مركز الحق في التعليم، لـ"العربية نيوز"، أن النهوض بالمنظومة التعليمية يبدأ من الاهتمام بالمعلم وجعله على أعلى كفاءة ولا بد أن يقتنع بالأفكار والقيم التي يدرسها للطلاب، طالبًا توفير الميزانيات الكافية التي تساعد المنظومة التعليمية على الخروج من كبوتها.