كاتب بريطاني: السعودية لا تمول "داعش"
ذكر الكاتب البريطاني كون كوجلين، أن أمواج التطرف تشهد مدًا في جنوب شرق آسيا، ومن الطبيعي أن يرغب السعوديون في إيقاف هذا المد.
وقال كوجلين، في مستهل مقال نشرته صحيفة (تليجراف) البريطانية، إن "المملكة العربية السعودية شنت حربًا سرية على النفوذ المتنامي للمتطرفين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام حول العالم، وتمثل بعض دخان هذه الحرب فيما أثير مؤخرًا من جدل حول مدفوعات مالية حصل عليها رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق".
وبرأت تحقيقات مطولة أجراها المدعي العام الماليزي رئيس الوزراء من اتهامات بالفساد وُجِّهت إليه بالحصول على مبلغ 479 مليون جنيه إسترليني أضيف لحسابه البنكي، حيث ادعى معارضو رزاق، أن الأموال تم اختلاسها من صندوق ماليزيا الوطني للتنمية.
ونوه كوغلين بما تواجهه السعودية منذ ظهور تنظيم داعش؛ من اتهامات مستميتة يوجهها إليها نقاد اليسار البريطاني أمثال جيمي كوربين زعيم حزب العمال بتمويل تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، غير أن نتيجة التحقيقات التي أجريت تشير إلى واقع مناقض للاتهامات السابقة؛ فالحكومة السعودية كانت تدعم في هدوء قادة مسلمين معتدلين حول العالم، في إطار محاولاتها التصدي للإرهاب العالمي الذي يمثله التطرف باسم الإسلام.
وقد يتساءل البعض عمّا يخص السعودية في دعم ماليزيا وهي دولة غير عربية تبعد 3 آلاف ميل منها؟ وأجاب الكاتب البريطاني، أن الرياض تحاول الوقوف في وجه المد المتطرف في جنوب شرق آسيا، حيث نفذ إرهابيون مدعومون من داعش هجمات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا مؤخرا.
وأضاف الكاتب أن ماليزيا - ذات الأغلبية المسلمة، لم تسلم من استهداف الإرهابيين؛ فقد وضع تنظيم داعش رزاق مع غيره من الوزراء الماليزيين على قائمة أهدافهم، وطالما استأثر رزاق بالمديح جزاء ما اتخذ من مواقف شجاعة ضد المتطرفين، لهذا السبب قرر السعوديون منحه الـ479 مليون جنيه إسترليني.
واختتم كوجلين بالقول: "في الوقتٍ الذي يستغل فيه تنظيم داعش ملايين الدولارات التي نهبها من بنوك عربية ومن صفقات نفط مُهرَّب لتمويل عملية نشر الفكر المتطرف، يمكن للمبادرة السعودية بتمويل قادة مسلمين معتدلين أن تلعب دورًا حيويًا في محاصرة نمو هذا التطرف المنسوب للإسلام".