خريف المرأة في موجات الربيع العربي.. كشوف عذرية وتحرش واغتصاب.. و"دمية جنسية" في أسواق نخاسة "داعش".. ومصر وتونس الأكثر استقرارًا
شاركت المرأة العربية في كافة موجات الربيع العربي، انطلاقًا من تونس ومرورًا بليبيا ومصر لتصل إلى اليمن وسوريا، ورغم ذلك جاءت الانتفاضات مخيبة لآمالهن في المساواة في الحقوق.
فبعد أن شاركت المرأة في الربيع العربي كانت فيها قائدة ومنظمة للمظاهرات؛ حيث اشعلت شرارة الاحتجاجات في العديد من الدول آملةً في تحقيق الديمقراطية، وبالتالي مزيد من الحقوق ومع ذلك فإنهن لم يطالبن صراحة بحقوقهن كنساء في أي مظاهرة في باكورة الثورات في 2011.
وضع المرأة في مصر
أما الأوضاع في مصر، فكانت أكثر هدوءًا وأمنًا بالنسبة للمرأة؛ فكانت حاضرة في كل الأحداث التي مرت على مصر والمراحل التي عاشتها مصر بمختلف الاستحقاقات الانتخابية التي تبعت ذلك.
إزدياد العنف والتحرش
إلا أنه على مستوى العنف ضد المرأة فى المجال العام فلم ينحصر رغم صدور تعديلات على قانون العقوبات المصري لتغليظ عقوبة التحرش لكن الواقع لم يتغير بحسب ما أكدته التقارير الحقوقية التي رصدت حالات التحرش المتزايدة منذ قيام الثورة وحتى الآن.
وعندما نذكر التحرشات التي حدثت أثناء الثورة لابد أن نذكر كشوف العذرية التي تعرضت لها المرأة من قبل رجال الأمن، وهي القضية التي أثارت جدلاً كبيرًا، على الصعيد المحلي والدولي أيضًا.
الثقل السياسي
وعلى المستوى السياسي، سعت المرأة إلى تمكينها السياسي لكن الأمر بدا بائسًا، فلم يتعد عدد الوزيرات في الحكومة سوى 3 وزيرات فقط؛ وغابت النساء تمامًا عن حركة المحافظين.
وجاء البرلمان بارقة أمل بعدما فازت في مرحلتيه الأولى والثانية بـ73 مقعدًا إلى جانب 14 نائبة عُينوا من قبل الرئاسة ليكون العدد الكلي 87 نائبة، وهذا العدد هو الأول من نوعه في تاريخ البرلمان المصري.
المرأة التونسية في كتف الرجل
للاَسف تدمرت أحلام النساء سريعًا، وذابت طموحاتهن بالمشاركة في صنع القرار في أوطانهن، مثلهن مثل الرجال، بعد أن كن جنبًا إلى جنب في الثورات، وذلك بدرجة كبيرة في مصر وتونس يرجع إلى صعود التيار الإسلامي المحافظ والمناهض لحقوق النساء، ووصوله إلى السلطة.
كانت للمرأة التونسية دور هام في انجاح الثورة هناك، فالظلم والاقصاء والتهميش والبطالة لم يكن يستثني المرأة عن الرجل فكانت تعاني ما يعنيه الرجل ونزلت إلى الشارع معه جنب إلى جانب تنادي بالحرية وتغيير الأوضاع واستشهدت في سبيل مطالبها.
واستطاعت المرأة هناك انتزاع بعض الحقوق السياسية فقد حصدت 50 مقعد في المجلس التأسيسي بعد الثورة وهي نسبة لم تكن موجوده من قبل واستطعن الحفاظ علي القوانين المعزز لحقوق المرأة.
حواء والانتخابات الرئاسية
أما في الانتخابات الرئاسية، فكانت القاضية التونسية، كلثوم كنو، أول امرأة تترشح على منصب الرئاسة، في خلال المرحلة الأولى واستطاعت جمع 19 ألف تزكية في أكثر من 10 دوائر، وهو ما لم يتحقق في الانتخابات الرئاسية 2012 في مصر، بعد ان فشلت بثينة كامل في جمع التوقعات المطلوبة.
واقتصر الاستفتاء في اليمن على عبد ربه منصور هادي، الوحيد الذي ترشح للرئاسة خلال المرحلة الانتقالية؛ بينما لم تشهد سوريا وليبيا سوي الحرب والدمار والقتل.
عندما تدفع المرأة ثمن التطرف
أما النساء في سوريا واليمن وليبيا فكان حالهن سيئا للغاية، حين تحولت ثورتهم المجيدة إلى حروب أهلية طاحنة وشهدت ظهور ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لتدفع هي ثمن التطرف والإرهاب من دمها وجسدها.
وبحسب التقارير الحقوقية التي أصدرها المرصد السوري فإن أكثر من 18 ألف امرأة استشهدن ومئات الآلاف يقبعن إما سجن أو تعرضن للإيذاء خلال الخمس سنوات التي تلت الثورة.
وفيما أفادت بيانات حقوقية، فإن 774 امرأة سقطت بين قتيل وجريح في محافظة تعز اليمنية، منذ مارس وحتى 15 أكتوبر 2015 فقط.
أسواق نخاسة لبيع النساء
ولاتزال المرأة في المناطق التي بسط تنظيم داعش يده في ليبيا وسوريا تعاني من أزمات شتى، أبرزها الاستغلال الجنسي والعنف والاقتصاء ووضع قيودًا على لباس المرأة وزيها وخروجها بذريعة تطبيق الشرع، وكمنع الكشف عن العينين ومنع ارتداء العباءة المفتوحة والملونة ومنع ارتداء الملابس أو العباءة الضيقة؛ ومنع استخدام العطور؛ ومنع لبس الأحذية ذات الكعب العالي.
والأدهى من كل هذا هو إنشاء أسواق للنخاسة، وبيع النساء المختطفات كجواري، حيث يصل سعر الأنثى 150 دولارًا، وتتباين الأسعار ما بين الارتفاع والانخفاض على حسب العمر والشكل، كما تظهر العشرات من مقاطع الفيديو المصورة حالات اعتداء أبشع تصل إلى الرجم وقطع الرؤوس، بالإضافة إلى مئات القصص التي نسمعها عن جهاد النكاح.