مصر تواجه "التمدّد الإيراني" في اليمن.. "الدفاع الوطني" يُمدّد عمل القوات المسلحة لعام جديد.. والبحرية والجوية تفرضان السيطرة ضد جماعة "الحوثي"
نقلا عن النسخة الورقية
بعد ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماع مجلس الدفاع الوطني،
نهاية الأسبوع الماضي، بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع، والمالية،
والداخلية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات
العامة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات، ومدير
المخابرات الحربية.
أكد مصدر مطلع أن قرار مجلس الدفاع الوطنى برئاسة الرئيس عبد الفتاح
السيسى بتمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية
خارج الحدود، هو من أجل الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج
العربي والبحر الأحمر وباب المندب.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ «العربية»، أن المشاركة المصرية من أجل
استعادة الشرعية في اليمن، تتمثل في مشاركات عناصر من القوات الجوية وفرقاطات من
القوات البحرية ولا وجود مطلقا للقوات البرية المصرية في اليمن.
ولفت المصدر إلى أن التواجد المصري في اليمن من أجل الحفاظ على وحدة
وسلامة الأراضي اليمنية، بالإضافة إلى حماية المصالح المصرية، والمتمثلة في عملية
تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس والذى يبدأ من "باب المندب" بالبحر
الأحمر، بالإضافة إلى المساهمة في عودة الشرعية في اليمن.
وشدّد على أن الفرقاطات المصرية ستبقى عند باب المضيق ومعها سفن
التحالف العربي، من أجل تأمين السفن المارة بالبحر الأحمر وممارسة حق التفتيش
والزيارة للسفن المشبوهة التي تقوم بنقل السلاح والعتاد لجماعة أنصار الحوثي.
وتشارك القوات الجوية المصرية بعدد من الطائرات العسكرية في التحالف
العربي لإعادة الشرعية في دولة اليمن، ويشترك معها عدد من الدول الأخرى، من ضمنها
البحرين والإمارات، وتقوم بتأدية الواجبات المكلفة بها، وقد أشاد القادة العسكريون
العرب بالمستوى المتميز الذي عليه الطياريون المصريون من تنفيذ مهامهم بكل
احترافية ودقة عالية.
• البداية
تستمر مصر في المشاركة في عملية «إعادة الأمل» للشعب اليمني، وهي اسم
العملية العسكرية التي أطلقت بعد "عاصفة الحزم" التي اشتركت فيها 10 دول
عربية بقيادة السعودية، ومن الدول المشاركة مصر، وذلك من أجل إعادة "الشرعية
اليمنية" للرئيس اليمنى "هادي منصور"، بعد أن انقلبت عليها جماعة "الحوثي"
المدعومة من النظام الإيراني، ويساندهم أنصار الرئيس اليمني السابق على صالح.
• "الحوثي" تستولي على الشرعية
فقد استولت جماعة «الحوثي»، ذات «الخلفية الشيعية»، على مقرات الحكم
ومؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى سيطرتها على عدد من المقار الخاصة
بمؤسسات الدولة اليمنية ومنع الرئيس من ممارسة عمله، لكن العمليات العسكرية التي تقوم
بها القوة العربية من شن غارات جوية يومية، نجحت في مواجهة تلك المخططات، وواجهة
القوات «غير الشرعية»، مما أدى إلى استعادة الحكومة الشرعية بقيادة هادى منصور
العديد من المناطق، قامت قوات تابعة لمنصور ومعها مواطنون، بتحريرها.
• علاقة تاريخية وتطلع مستقبلي
وترتبط مصر بعلاقات قوية مع اليمن، ويعود ذلك إلى السادس والعشرين من
سبتمبر عام 1962، حيث ساعدت الدولة المصرية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،
اليمنيين، في ثورتهم، وقيام نظامهم الجمهوري، وقد طالبت عدة دوائر يمنية على رأسها
جماعة الرئيس عبد الهادي منصور، بضرورة تدخل مصر في حل الأزمة اليمنية، بحكم
تاريخهما المترابط منذ القدم.
والسياسة المصرية تكون حريصة دائما في التعامل مع اليمن للحفاظ عليه
وحماية شعبه، وذلك نابع من دورها العروبي، فهي - القاهرة - لا تنحاز لأى تيار
متصارع في اليمن «مع حرص مصر الشديد على عدم إضرار أي طرف بمصالح الأمن القومي المصري».
• مصر تواجه التمدّد الإيراني
علمت «العربية» من مصادر خاصة، أن سفنًا إيرانية حاولت الاقتراب أكثر
من مرة من محيط عملية تأمين السفن المصرية في باب المندب، وذلك في إطار استفزاز
القوات، لكن الرد المصري حينها كان «صارمًا»، وقامت بتحذير السفن الإيرانية «بكافة
السبل».
• إشادة بالقوات المصرية
أشادت قوات التحالف العربي، بالمستوى المتميز والأداء الرائع، الذي أظهرته
القوات المصرية المشاركة في عملية إعادة الشرعية في اليمن، مما يدل على الجاهزية
التامة الموجودة لدى القوات المسلحة المصرية، لحماية الأمن القومي المصري سواء كان
في الداخل أو في الخارج.