عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

صلاة المفتي


فتاوى وتصريحات الدكتور علي جمعة يجب أن تخرج بميزان حساس، فكل ما ينطق به مفتي مصر السابق يحاسب عليه، وحتى لو كان من الإسلام، إلا أن خروجه في مجتمع الكثير منه إما جاهل أو أمي مثل مصر، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا بعد كل فتوى يقولها الدكتور علي جمعة. 

ومنذ ظهور الرجل عبر شاشات الفضائيات، ودائما ما يخرج علينا بفتاوى صادمة، بعضها يمر مرور الكرام، وهناك أيضًا فتاوى نعرف أنها من صحيح الدين، ولكن إثارتها وطرحها في هذه الظروف السيئة التي تعيش فيها مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، يجعل من هذه الفتاوى الصحيحة جزءا من تدمير المجتمع الذي أصبح مهلهلًا وممزقًا. 

ففي لقائه على فضائية c.b.c ببرنامج "والله أعلم" خرج علينا بفتوى غريبة عن أن السجائر والحشيش طاهران ولا ينقضان الوضوء، ولكنهما حرام، وكذلك الأفيون وأنه يفضل "المضمضة" بالماء وكفى وقال جمعة، إن حرمانية التدخين ليس لها علاقة بنقض الوضوء، مستطردًا: "الإنسان الذى يكذب ويغتاب الناس، إذا صلى، فصلاته صحيحة، لا أمر فيها، والذي يشرب السجائر صلاته صحيحة لا مشكلة فيها أيضًا".

 وأضاف: "الأفيون والحشيش؛ كل هذه الأشياء طاهرة، ولا تنقض الوضوء، ويفضل المضمضة، لكن في حال الخمر، يجب أن يتمضمض الإنسان بالماء لأن الخمرة شيء نجس". 

واستطرد: "اللى يصلي وفي جيبه أفيون أو حشيش، صلاته صحيحة، أما إذا كان في جيبه خمرة فصلاته باطلة، والحرمة شيء والطهارة شيء آخر". 

بالتأكيد أنا لست مفتيًا ولا أستطيع أن أشكك في الفتاوى التي يطلقها الدكتور علي جمعة بشكل مستمر، ولكن هناك فتاوى ليس هناك داعي لتفجيرها ومنها فتوى صحة صلاة المسلم المحشش أو الذي يتناول الأفيون لأنه حتى لو صحت مثل هذه الفتاوى فإن طرحها الآن غير مستحب ولا أعرف السر وراء إصرار الدكتور جمعة على طرح هذه النوعية من الفتاوى. 

ورغم علمى أن هذه الفتوى من صحيح الإسلام، فإن ربما طرحها الآن، وفي زمن باع فيه بعض المصريين أنفسهم للشيطان، يعد خطأ جسيما خاصة مع مجتمعنا الذي انهار فيه كل شيء، وهذا يجعلنا نقول للدكتور علي جمعة "اتق الله فى مصر" ولا تهلكنا بفتاوى تكون ضد القوانين والأعراف، لأننا في زمن الردة والخروج من الملة، ولا أعرف أيضًا سر أن يفتي د. جمعة مثل هذه الفتوى الآن.