وزير الإسكان: إعادة إعمار الدول العربية "المدمّرة" على رأس أولوياتنا
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الدمار الذي تعرضت له بعض الدول العربية نتيجة للعمليات العسكرية والإرهاب والكوارث الطبيعية يفرض علينا أن نضع علي رأس أولوياتنا منهجيات التعمير وإعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية والإسكان، للدول التي تعرضت للدمار بسبب هذه الظروف.
وقال مدبولي - خلال كلمته فى افتتاح الدورة الـ (32) لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب اليوم الثلاثاء - إن هذا الدمار يفرض علينا أيضاً دراسة كيفية التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال الذي سيكون من أهم مجالات العمل في السنوات القادمة.
وأشار إلى استمرار المجلس في دعم القضية الفلسطينية، وضرورة إصلاح الدمار الذي لحق بالأراضي الفلسطينية المحتلة من جراء العدوان الإسرائيلي على فلسطين، حيث يؤكد المجلس دوما على دعم حق فلسطين في التنمية العمرانية في كافة الأراضي الفلسطينية، وخاصة في مدينة القدس، والعمل على بناء ما تم تدميره من قبل الاحتلال الإسرائيلي، داعيا إلى عدم إغفال ما لحق بالمباني والمنشآت من دمار جراء الصراعات الدائرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
وأكد الوزير، أهمية الحفاظ على الهوية العربية والثقافية والتاريخية للمدن العربية، وخاصة مدينة القدس ومواجهة تهويدها والتصدي للمحاولات المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لنزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس، والسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها، وإنهاء الوجود العربي فيها، وقد انعكس ذلك الاهتمام في تخصيص جلسة خاصة من جلسات المنتدي لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية للتنمية الحضرية المستدامة في مدينة القدس.
ولفت مدبولي إلى أن مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب عمل بكل كوادره واللجان المنبثقة عنه خلال عقود، على سياسات ودراسات وأبحاث عديدة بهدف الوقوف على تطورات الإنتاج السكني من جهة، وعلى جودة المنتج من جهة أخرى.
وقال "لقد خطا مجلسنا الموقر خطوات عملية مهمة في سبيل استكمال الكودات العربية الموحدة للبناء، وأثرى ويثري الساحة العلمية بالمؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة، ويؤكد التعاون العلمي العربي المثمر والمستمر، حيث تم إعداد العديد من الدراسات العربية المشتركة".
وأضاف أن آخر هذه الدراسات كانت الدراسة التي أعدتها مصر حول أسلوب إدارة وصيانة المجمعات السكنية المشتركة، وتم الطلب من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التعاون مع الأمانة الفنية للمجلس، والمنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة وبالتنسيق مع مصر، بإعداد دراسة تشمل الوضع الراهن في المنطقة العربية وأفضل التجارب العالمية في مجال إدارة وصيانة المجمعات السكنية المشتركة، بما في ذلك التشريعات القابلة للتطبيق.
وأوضح وزير الإسكان أن من أبرز ثمار هذا التعاون العربي العلمي المشترك هو إنشاء المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية، باستضافة من الجمهورية الجزائرية الشقيقة، وبمشاركة الدول العربية المصدقة على النظام الأساسي للمركز.
وأشار مدبولي إلى أن مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب أرسى قواعد وآليات التعاون الفعال والمثمر بين دول الوطن العربي، حيث يتم تبادل الخبرات والتجارب حول المشاريع المنفذة للسكن منخفض التكاليف، وتطوير العشوائيات، منوها بأنه تم تطوير هذا البند ليصبح "تبـادل المعلومات بين الدول العربية حول المشــاريع الـرائــدة في مجــال الإسكان" بـدلا من "المشـاريع المنفذة "، وسمحت هذه الآلية بالاطلاع على مختلف التجارب التي نفذتها الدول العربية في هذا المجال مما أدى إلى إقامة أواصر التعاون بين الدول العربية وتعظيم الاستفادة.
وقال الوزير إنه تم تعديل لائحة جائزة مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، لتتواكب مع مثيلاتها من الجوائز العالمية، ولتكون أكثر ملاءمة لظروف المشروعات بالدول العربية، ولتكن مشجعة أكثر على الإبداع والابتكار والبحث العلمي وتشجيع الشباب، بحيث أنه ليس من الضروري أن تكون مشروعات منفذة فقط، ولكن ومن الأهم أن تكون مشروعات جديدة بأفكار جديدة مبتكرة قابلة للتنفيذ في أي من الدول العربية، ومناسبة للمرحلة الجديدة التي يمر بها الوطن العربي، وبمواصفات عالمية من حيث ملاءمتها للبيئة وللطاقة وللتكلفة، وغيرها من أهداف الجائزة، مع التمسك بالطابع العربي الأصيل، مشيرا إلى أن ذلك يأتي تجسيداً لأهداف المجلس الأساسية في دعم العمل العربي المشترك، ودعماً منه للمعماريين الشبان لحثهم على إحياء العناصر الجمالية والفنية والهندسية للتراث العربي، وإعادة تجسيدها في منشآت عصرية تساير التقدم الحضاري وتواكب تطور الإنسان العربي واحتياجاته.
وأضاف أنه تم استحداث جائزة لأفضل بحث علمي في مجال الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، وتبدأ الجائزة اعتباراً من عام 2016 بالإضافة إلى جائزتي المجلس لمشروع السكن والمهندس المعماري.
ونوه الوزير بأن مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب يزكي التعاون العربي مع التجمعات الإقليمية والدول في مجال الإسكان والتعمير والتعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية والاتحادات العربية ذات الصلة شركاء مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، والاهتمام المتزايد بتفعيل التعاون العربي مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، من خلال المكتب الإقليمي للدول العربية بالقاهرة.
وأوضح أن هذا التعاون أثمر عن الإستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، والتي تم إعدادها بمشاركة فعالة من الدول العربية والأمانة الفنية للمجلس، والتي ستعرض علي المجلس لاعتمادها، ودعا إلى استمرار هذا التعاون بين الدول العربية والمكتب الإقليمي والأمانة الفنية للمجلس، لإنجاز التقرير العربي للموئل والذي سيعرض على مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (مؤتمر الموئل الثالث 2016).
وأشار إلى أن من أهم إنجازات التعاون العربي مع المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أيضا إنشاء المنتدى الوزاري العربي للإسكان والتنمية الحضرية، بقرار مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دورته (24) والتي عقدت في نيروبي خلال الفترة 15-19/4/2013 لثقة الدول العربية الشقيقة في مصر والترحيب باستضافة مصر للمنتدى الوزاري العربي الأول للإسكان والتنمية الحضرية، على هامش أعمال الدورة الحالية لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، معربا عن سعادته بالمشاركة الواسعة من الخبراء من الدول العربية الشقيقة، التي نتطلع أن تثـــري الفكـــر الإسكانـــي وتنشر الخبرات ومفاهيم التنمية الحضريـــة المستدامة لهذا القطاع.