إخوان اليمن توسط السعودية للمصالحة مع "السيسي".. وخبراء سياسيون: محاربة الحوثيين لا تكون بتقوية تيارات أخرى
- "السعيد": السيسى لا يستطيع التصالح مع الإخوان
- "نافعة": المصالحة بين الإخوان والنظام "حتمية"
- "عبدالمجيد": مقومات الوساطة غير متوفرة
- "القويسني": محاربة الحوثيين لا تكون بتقوية تيارات أخرى
يجري قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" تحركات مكثفة بالتنسيق مع أطراف إقليمية برعاية سعودية بهدف المصالحة بين الرئيس "عبدالفتاح السيسي" "وإخوان مصر" وتعمل عدة أطراف إقليمية علي دعم "إخوان اليمن" لمواجهه خطر"الحوثيين" علي منطقة الخليج.
تغيرات جذرية شهدتها سياسة المملكة العربية السعودية بعد وفاة العاهل السعودي الملك "عبدالله" وتولي خلفه الملك "سلمان" فالرياض التي أعلنت الإخوان جماعة إرهابية في عهد الملك "عبدالله" تحاول التقرب من إخوان اليمن في عهد الملك "سلمان" بغرض مواجهة النفوذ الشيعي المتزايد والذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا للملكة السعودية حتي وصل إلي حدودها الجنوبية في اليمن عن طريق الحوثيين المدعومين ماديا وعسكريا وإعلامياً ومعنويا من إيران.
وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا للملكة بعد الاتفاق النووي الإيراني الأخير مع الدول الست الكبرى, والذي له العديد من الاثار الإيجابية علي أيران سواء سياسيا أو اقتصاديا، ولم تجد السعودية مناصراً من أجل القضاء على النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة وخاصة في اليمن، من ضرورة تكوين حلف سني كبير ليواجه النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة العربية، ومن هنا أتى لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز بـ "خالد مشعل"، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مؤخرأ وسبقة عدد من اللقاءات مع قيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" الذين بدورهم انتهزوا الأحداث في محاولة لإنقاذ الجماعة الأم في مصر.
المصالحة مستحيلة
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع لـ "العربية نيوز": إن المصالحة مع الإخوان في الوقت الحالي مستحيلة أيًا كان المبررات، ولا يجرؤ أحد علي التصالح مع الإخوان حتى الرئيس السيسي، فالعلاقة الآن أصبحت علاقة دم، وإذا حاول الرئيس السيسي طرح أي مصالحة سوف يكون أمامه العديد من التساؤلات من أمهات وآباء وأبناء وزوجات الشهداء من الجيش والشرطة".
وقال "رفعت": لأن الإخوان لم يطرأ عليهم أي تغير يسمح بطرح أي مصالحة من أي جهة فمازالوا يروجون الأكاذيب الخاصة بعودة المعزول مرسي وأن ما يمنع انتصار الإخوان هو الدعم الأمريكي للسيسى علي الرغم من أنه لا يخفي علي أحد أن أمريكا هي حليف رئيسي للإخوان المسلمين وأنها هي من ساعدتهم في الوصول للحكم، وأن ما يحرك الإخوان هو الرغبة في العودة للحكم وليس الدين كما يزعمون.
وأشار رفعت إلي أن الشعب المصري لم يتحمل حكم الإخوان لمدة عام واحد، وأطاح بمرسى الذي لم يكن رئيسًا للمصريين بل كان "دوبلير" لخيرت الشاطر، الرئيس الفعلي لمصر في ذلك الوقت.
لكل دولة ظروفها الخاصة
يقول الدكتور حسن نافعة، رئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ "العربية نيوز": إن لكل دولة ظروفها الخاصة والتعامل مع إخوان اليمن لإلحاق الهزيمة بالحوثيين لا يعني بالضرورة تغيير موقف النظام الحالي في مصر من جماعة الإخوان المسلمين فكل دولة لها الوضع الخاص بها والذي لا يتشابه مع الدول الأخرى.
وأضاف "نافعة" أن المصالحة بين النظام الحاكم والإخوان هي مصالحة حتمية ولكن شروط تلك المصالحة لم تتضح بعد وينبغي للوصول إلي تلك المصالحة المنشودة أن يكون هناك اعتراف من الإخوان بأخطائهم في حق الشعب المصري ومراجعة حقيقية لأفكارهم ومواقفهم السابقة ويتطلب ذلك تغيير مواقفهم وتوجهاتهم في المستقبل لأن الشعب المصري لم يعد ينظر إليهم علي أنهم ضحية وهو الأمر الذي كانوا يستخدمونه لاكتساب تعاطف الشعب المصري معهم .
وأضاف نافعة أن النظام الحالي عليه أن يتخلي عن فكرة أن استئصال الإخوان ضرورة لانتظام الحياة السياسية، حيث إن ممارسات النظام الحالي أصابت قوي يسارية وليبرالية مما يعطي انطباعات سلبية عن ممارسات النظام الحالي وإظهاره في شكل النظام المستبد لذا ينبغي عليه إيجاد آلية للم الشمل.
الوساطة لن تحقق أي نتائج
أكد دكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"العربية نيوز" أن أي حلول لأزمات داخلية ينبغي أن تتوفر لها مقومات حل داخلية أيضًا لأن الوساطة لا تحقق النتائج إلا إذا كان هناك مقومات لهذه الوساطة وهذه المقومات غير متوفرة الآن بسبب عدم استعداد أي من الطرفين للمصالحة والوصول لحل سياسي، لذا فمن غير المتوقع أن تنجح محاولات حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" في تحقيق تلك المصالحة وسوف تبوء بالفشل مثل المحاولات التي قامت بها حركة النهضة في تونس لإجراء مصالحة بين النظام الحاكم في مصر وجماعة الإخوان المسلمين.
الاتفاق والتواصل
من جانبه أوضح السفير"أحمد القويسني"، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لــ"العربية نيوز" أن محاربة الحوثيين لا تكون بتقوية تيارات أخري في التركيبة إنما تكون بدعم الاتفاق والتواصل بين كل الأطراف حتى لو كانت مختلفة في المصالح ومتصارعة في الأهداف, لذا فإن السياسة الخارجية المصرية الآن تعمل علي جمع كل الأطراف في اليمن من أجل الوصول لحل سياسي .
وقال "القويسني" إنه ليس من المعقول أن يضحي أي رئيس مصري بأمن مصر القومي من أجل أمن الآخرين والتعامل مع الإخوان المسلمين ينبغي أن يكون بالطريقة التي اتبعتها الدول المصرية مع التيارات الجهادية بعد مقتل السادات .
وأضاف "القويسني" أن المصالحة مستحيلة حاليا لكن ممكن مستقبلا لأن الطرفين سوف تدفعهم التغيرات السياسية علي أرض الواقع للدخول إلي الحظيرة السياسية وسوف يكون هناك اتفاق بشكل أو بآخر.
مشكلة الإخوان الحقيقية أنها صنعت أزمتها بيديها هذه المرة بفعل محاولتها الاستحواذ على مقدرات دولة بحجم مصر، فكلما كانت تقع في محنة تعود إلى حضن الشعب بخطاب تعرضها للظلم، إلا أن هذه المرة الأولي التي تواجه فيها غضبة شعبية لا مثيل لها، لذا فإن أي مصالحة محتملة لن يكتب لها النجاح إلا بشروط يفرضها الشعب المصري نفسه وليس أطرافا وواسطة خارجية.