"اللي يحضر العفريت".. ميليشيات دعمتها حكومات عربية ثم انقلبت عليها.. "الحوثيين" تسيطرعلى اليمن.. و"فجر ليبيا" ذراع الإخوان يقف أمام إرادة الشعب.. و"الحشد" أسسه النظام العراقي على أساس طائفي
أصبحت الميليشيات في الدول العربية حقيقة لا مفر
منها، تتجرع بعض الدول التي تربت في أكنافها مرارها، خاصة تلك الدول التي أعطتها
شرعية الاندماج في المجتمع.
وفي ظل صراع إقليمي ومناخ حروب في الشرق الأوسط،
تمثل هذه الميليشيات تهديدا للمجتمعات، خاصة أن أغلب أفرادها منشقون عن جماعات
متطرفة، أو متمردة، كما أنهم قد ينقلبون على رعاتهم، و"يشقون عن الطوق".
وكما يهدد انتشار الميليشيات في العالم العربي
حياة السكان المدنيين، يهدد أيضا قصر استخدام القوة لفرض القانون والنظام على
الدولة، فيما تعد كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن نماذج واضحة لانتشار
الميليشيات بداخلها.
ميليشات الحوثيين يسيطرون علي صنعاء
برزت الميليشيات الحوثية وظهرت للأضواء بشكل كبير بعد سيطرتهم على العاصمة
صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وتنازعهم على الصلاحيات الأمنية مع حكومة خالد بحاح، مما
أخل بالاتفاق بين اليمنيين في إطار "مخرجات الحوار الوطني" والمبادرة
الخليجية للتسوية السياسية في اليمن.
ومنذ ذلك الحين، ينتشر المسلحون التابعون لجماعة
الحوثيين "أنصار الله" في شوارع العاصمة اليمنية، صنعاء، في محاولة منهم لفرض واقع
بالقوة، بديلا عن الأجهزة الأمنية الرسمية.
فجر ليبيا ضد إرادة الشعب
تهيمن ميليشيات "فجر ليبيا" ، وهي عبارة عن تحالف مؤلف من فصائل
متطرفة أو تمثل جناح العنف لتنظيم الإخوان على المؤتمر الوطني العام (برلمان
أغلبيته من الإخوان منتهية صلاحيته بعد فشل الإخوان وأعوانهم في الانتخابات
الأخيرة)، الذي يسيطر على العاصمة طرابلس بالقوة ولا تعترف به الحكومات الدولية.
حزب الله الطائفية تسيطر علي لبنان بقوة السلاح
امتد تأثير ميليشيات حزب الله في لبنان، الذي يؤجج الانقسام المذهبي في
البلاد، إلى الخارج، بتوفيره دعما عسكريا فعالا للنظام السوري، في الوقت الذي لم
تقرر فيه الحكومة اللبنانية بعد ما إذا كان ينبغي أن يحتفظ حزب الله بأسلحته أم
لا.
ويكتسب حزب الله، وهو حزب سياسي معترف به في الداخل
اللبناني، قوة عسكرية وسياسية بفضل قوى إقليمية داعمة له، تأتي في مقدمتها إيران
وسوريا.
الحشد الشعبي في العراق
لجأت السلطات العراقية إلى تكوين ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية لمساعدتها
على تحرير الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في الأنبار ونينوى (غربي البلاد) في
صيف 2014، بدون أي أسس قانونية أو دستورية
.
ورغم التفوق العددي الواضح لميليشيات الحشد الشعبي، إلا أنها تعثرت مرارا أمام
مسلحي داعش، واتهمت بتنفيذ حملات ترهيب وترويع لأسباب طائفية، وذكرت تقارير
إعلامية أنه جرى نهب وتدمير العديد من الممتلكات في المناطق التي تم استعادتها من
داعش.
وقالت إحدى المنطمات الحقوقية العراقية إن ميلشيات الحشد الشعبي تشرف حاليا على
أكثر من 24 سجنًا بطريقة غير شرعية وتمارس بحق المعتقلين فيها انتهاكات ضد الإنسانية.
الجنجويد.. في السودان
انتشر اسم هذه الميليشيات في
أوائل القرن الحالي على خلفية صراع ظاهري بين قبائل إقليم دارفور في السودان على
الماء والكلأ، لكنه تحول إلى معارك دامية.
وتتهم ميلشيات الجنجويد المدعومة من الحكومة بأنها ارتكبت مجازر فظيعة، وذكرت
تقارير دولية أن ذلك الصراع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص، فيما تنكر
الخرطوم ذلك وتقدر عدد الضحايا ببضعة آلاف.
وتتهم تلك الميليشيات أيضا بتنظيم عمليات اغتصاب وإبادة جماعية ضد السكان الأصليين
في إقليم دارفوار، مما أدى إلى جعلها بؤرة اهتمام دولي وكانت أحد الأسباب المباشرة
لتشكيل لتوجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب لمسؤولين سودانيين وعلى رأسهم الرئيس عمر
البشير.