مؤتمر الدعاة بالأقصر يناقش واقع الخطاب الديني المعاصر
شارك وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور محمد مختار جمعة في الجلسة العلمية العامة الثانية لمؤتمر الدعاة المنعقد بالأقصر مساء اليوم السبت، والتي تركزت على واقع الخطاب الديني المعاصر وأساليب تجديده وفق الشرع الصحيح المعتدل وسبل التصدي للآراء المتشددة في ذلك الخطاب.
واستعرض الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، خلال الجلسة الإجراءات التي اتخذتها الجامعة لمواجهة التطرف بجامعة القاهرة وحماية الطلاب من التأثر بجماعات التشدد ومنها برنامج التدريس لإشاعة الانضباط بالمدرجات.
كما دافع الدكتور نصارعن قرار جامعة القاهرة بإنشاء مسجد جامع للبنين وآخر للبنات وإغلاق 200 مكان صغير لصلاة الجماعة لا يمكن مراقبتها ويمكن إساءة استخدامها.
وطالب بضرورة تجديد الخطاب الديني وفق تطورات العصر والاستعانة بجهود العلماء.
من جانبه، رأى عميد كلية الدراسات العليا الأسبق عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور عبد الله النجار، أن المتطرف يسئ فهم الدين ويميل للانعزال والتطاول على العلماء والمؤسسات العلمية المحترمة وفى مقدمتها الأزهر ويعطل ملكة العقل والتفكير ويؤمن بطاعة مرجعيته الدينية وفق مبدأ السمع والطاعة للولي.
وطالب بتعديل بعض الألفاظ والآراء التي سبق استخدامها في السابق ولا تتفق مع الوضع العام حاليا وذلك من اجل تجديد الخطاب الديني ضاربا المثل بما ذكر في بعض كتب التراث من حواشي بعدم جواز تخمل الزوج مصاريف علاج زوجته لأن ذلك ليس من ضرورات الزوجة ، كما لا يتحمل ثمن تزينها أو اشتراط وفاة والدة أى فتاة لاختيارها كزوجة أو عدم السماح لغير المسلم بالانضمام للجيش بدعوى أن غير المسلم لا يحافظ على بلده ، واصفا تلك الأقاويل بالمضرة بسماحة الإسلام.
وشدد على أهمية مراجعة اللغة بالخطاب الديني وتفعيل العقل من أجل خطاب ديني متطور، وطالب بمراجعة المفاسد والمصالح في التشريع وتغليب المصلحة العامة والتفريق بين الأمور التعبدية التي لا تعجيل بها والأمور الحياتية التي تتطور بتقدم الحياة.
ومن جانبه، طالب الدكتور احمد تميم مفتى أوكرانيا بفكر ديني متطور يراعى أصول الدين ومتغيرات العصر وبالتعاون بين علماء الإسلام لتوضيح وسطية الدين ونقلها للجاليات الإسلامية بالمجتمعات الغربية.
وشدد الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر على مخاطر سوء فهم حقيقة الدين والفتوى خطا بتحريم أشياء لم ينص الدين عليها ومنها تحريم الآثار والإفتاء بهدمها، مبينا عدم التعارض بين الدين والاهتمام بالآاثار ،ومؤكدا أهمية عقد هذا المؤتمر وسط ثلث آثار العالم بالأقصر للربط بين الدين والآثار.
ويواصل المؤتمر أعماله غدا الأحد لمناقشة جدول أعماله.