حرية إبداع الهوت شوورت
لسنا ضد حرية الإبداع لكننا كمجتمعات عربية وشرقية لابد أن يكون هناك نوع من الاحترام والأخلاق والذوق العام لدى المشاهد، خصوصا أننا كشرقيين غير متعودين علي تلك المشاهد الخادشة للحياء علناً، فقد احترمت كثيرا قرار الفنان هاني شاكر حينما أصدر بيانا لمنع العري في الحفلات من بعض المطربات أو المطربين الذين أصبحوا لا يظهرون إلا بالهوت شوورت أو الببي دول من خلال الحفلات التي يقدمونها أو الكليبات التي تعرض لهم على بعض الفضائيات.
وهنا أتساءل هل الغناء أو ما يطلق بحرية الإبداع أصبح بملابس النوم، فحين نعود بالذاكرة إلى زمن الفن الجميل ونذكر كوكب الشرق أم كلثوم أو الفنانة شادية أو الفنانة نجاة أو الفنانة وردة هل خرج علينا أحد منهم بملابس النوم كي يغني لنا في الحفلات التي كانوا يقدمونها للجمهور، أم كانوا يتغنون بحناجر ذات صوت عزب وطرب أصيل وكلمات ذات معنى ومضمون، فقد استفزني أمر غريب جدا وهو خروج بعض من يطلق عليهن مطربات لمهاجمة قرار هاني شاكر وذلك في بعض الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وتساءلت من يكونوا هؤلاء فمشكوراً لمن رد علي، وقال إنهم مطربات ولأنني لم أستمع لصوتهم يوما من الأيام ولا أعرفهم فقد عزمت النية وجاءت على نفسي وأذني كي أستمع لهذا الضجيج والتلوث السمعي الشاذ من هؤلاء وقمت بالبحث عن أعمالهم وسمعت لأصواتهم كي أعرف من يكونوا وللتعرف على خامة صوتهم للأسف الشديد لا صوت ولا كلمات وكل ما وجده هو العري والأغراء فقط.
وهنا أيقنت سبب الهجوم علي نقيب الموسيقيين وكيفية تبرير هذا الهجوم الرهيب على هذا القرار الذي أصدر لأنهن لا يمتلكن حناجر قوية ولا يرددن كلاما يعبر عن شيء لكنهن يتغنين بملابس غرف النوم كي يجذبن الشباب المراهق المتردد على تلك الحفلات ومشاهدة الكليبات لهؤلاء المطربات العاريات، لكني على يقين حين أصنفهم فنانين أو أقول مطربات فهن لسنا مطربات بل هم مخلفات الطرب ولا أجد معنى آخر كي يطلق عليهن غير مطربات غرف النوم، ومن وجهة نظري أيضا أجد أن قرار الفنان هاني شاكر بمنع العري في الحفلات ليس بكاف لكي نصنع فنا حقيقيا يعبر عن مجتمع ناضج وذو عقلية كبيرة وتاريخ يليق به من علم وثقافة، فلابد أن تكون هناك قرارات حازمة في ذلك الأمر ليس في الطرب فقط ولكن في الفن مجمع لثلاث نقابات الفنية، وهو التصدي لكل من يؤدي بإسفاف أو أعمال ليست دون المستوى ووجب تفعيل قانون يحاسب سريعا المتسببين في تلك الأزمات تحت مسمى الفن والطرب.