صحيفتان أمريكيتان: سوريا ما بين تمنع أمريكي للتحرك وتحول في دور تركيا
علقت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتان في افتتاحيتيهما اليوم الثلاثاء على بدء التعاون الأمريكي التركي فيما يخص سوريا.
وأشارت "واشنطن بوست" الى أنه بعد سنوات من العمل لأغراض متعارضة ، بدأت الولايات المتحدة وتركيا التعاون بشأن سوريا ، مشيرة في نفس الوقت إلى أن الامتناع الأمريكي عن التحرك لا يزال قائما بالنسبة لسوريا.
ورحبت الصحيفة من جانبها بهذا التعاون الجديد قائلة أنه من الممكن أن يوجه ضربة قوية ل"داعش" في حالة نجاحه بتقليص وصول التنظيم إلى الحدود وطرق التهريب الخاصة به للمقاتلين والإمدادات، وبالإضافة لذلك قد يسمح بظهور قيادة أكثر تماسكا للمعارضة السورية وربما حكومة بديلة للموجودة في البلاد، وهو أمر قالت أن خصوم نظام بشار الاسد يطالبون به منذ سنوات.
ورأت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن التزام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالخطة يبدو خطوة غير مكتملة في أسلوب تعاملها مع سوريا حيث يؤكد مسئولون أمريكيون أنه لن تكون هناك منطقة حظر طيران رسمية فوق المنطقة الآمنة المتوقعة ، وقالت إن حكومة رجب طيب أردوغان أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستسمح للطائرات الأمريكية بما في ذلك الطائرات بدون طيار للانطلاق من قاعدتين تركيتين جويتين ضد أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا ، في خطوة ستؤدي حتما إلى تصعيد للهجوم ضد الأراضي التي يسيطر عليها الجهاديون بطول الحدود السورية.
وأضافت الصحيفة أنه في نفس الوقت ، اعترف المسئولون الأمريكيون في هدوء بالبيانات التركية التي ذكرت أن الدولتين اتفقتا على تنفيذ منطقة آمنة فعلية في سوريا بطول الحدود حيث يتجمع مقاتلو المعارضة المعتدلة واللاجئون.
ووفقا للصحيفة فإن الإدارة لم تغير أيضا سياستها الرافضة لإلزام نفسها بالدفاع عن قوات الثوار ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على عكس ما يحدث مع "داعش".
واعتبرت الصحيفة أن الأمر الذي لا يزال مفقودا هو استراتيجية أمريكية متماسكة من أجل إنهاء الحرب الأهلية في سوريا – وهو شيء سيكون ضروريا لتدمير تنظيم "داعش" في نهاية المطاف لافتة الى أن أوباما ووزير خارجيته جون كيري قد تحدثا ، بعبرات مبهمة ، عن آفاق الدبلوماسية الجديدة في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران وعن الضعف الذي اصاب نظام الأسد في الاونة الأخيرة ، ولكن ايا منهما لم يعرض رؤية لكيفية الاذعان والقبول بالدعم الروسي والإيراني لنظام الاسد – والالتزام العميق لإيران تجاه ميليشيات حزب الله مقابل الضرورة الحتمية لقيام حكومة نيابية جديدة يمكن أن توحد السوريين ضد داعش.
من ناحية أخرى ، قالت "نيويورك تايمز" إن تركيا صعدت بشكل كبير من اشتراكها في الحرب الأهلية السورية في أواخر الأسبوع الماضي عن طريق تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا ، معلنة أنها ستسمح لطائرات الجيش الأمريكي التي تستهدف الجماعة الإرهابية بالقيام بطلعات انطلاقا من تركيا.
وأضافت الصحيفة أن تلك الخطوات من جانب تركيا ، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومن أقوى الجيوش في المنطقة ولطالما احترست من الانخراط بشكل أعمق في الحرب السورية ، يمكن أن تدعم جهود محاربة "داعش" لكن ذلك التحول تلاه مباشرة تطور خطير سيخلق مزيدا من الاضطراب في المنطقة.
ومضت الصحيفة تقول إن الطائرات الحربية التركية شنت ضربات جوية يوم الجمعة الماضي على معسكرات حزب العمال الكردستاني ، في خطوة أنهت الهدنة بين حكومة أنقرة والمتشددين الأكراد والتي استمرت قائمة منذ عام 2013.
وحذرت الصحيفة من أن قرار تركيا الانتهازي لدمج مخاطر "داعش" بنزاعها المستمر منذ ثلاثة عقود مع الانفصاليين الأكراد يمكن أن يحدث انتكاسة بالنسبة لجهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه بشن هجمات جديدة ضد حزب العمال الكردستاني والاشتراك في الحرب ضد "داعش"، تبدو تركيا متحفزة برغبة للقضاء على انتشار الجماعات الكردية المسلحة بطول حدودها ، وأضافت الصحيفة أن التهديد الكامن في رغبة الأكراد بإيجاد دولة مستقلة لهم في المنطقة لن يقل بتصعيد الصراع الذي من المحتمل حله عبر التفاوض.
وتابعت الصحيفة القول إنه في حالة كانت تركيا تركز على دحر "داعش" فإن القتال متعدد الجنسيات يمكن أن يكتسب جاذبية أكثر فالسماح للطائرات الحربية الأمريكية بالعمل انطلاقا من تركيا يختصر بشكل كبير من وقت الطيران من وإلى الأهداف. لكن تركيا تبدو ايضا أكثر استعدادا من أي وقت مضى لاتخاذ خطوات هادفة لاغلاق الانابيب التي تزود داعش بالمقاتلين والمال. وهذه خطوات هامة ، الا أن الصحيفة حذرت من أن حملة تركيا المتزامنة ضد الأكراد يمكن أن تقوض بشدة من تلك الجهود.