صحيفة أمريكية: أوروبا مضطرة لمساومة تركيا للحدّ من تدفق اللاجئين
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يبحث تكلفة تأمين الحصول على مساعدة تركيا لوقف تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا، وسط مخاوف من احتمالية ارتفاع التكلفة الإجمالية لذلك، وكثير من التساؤلات حول مدى فعالية أي عمل تقوم به تركيا في هذا الصدد.
وأوضحت - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني الجمعة - أنه خلال الشهرين الماضيين، نظر مسؤولو الاتحاد الاوروبي إلى أنقرة باعتبارها الأمل الأفضل في تخفيف وطأة أزمة الهجرة.. لافتة إلى أن بروكسل تتفاوض من أجل تنفيذ خطة عمل مشتركة تتخذ تركيا بموجبها خطوات محددة للحد من تدفق اللاجئين مقابل حصول أنقرة على حزمة من الوعود الأوروبية التي لا تزال قيد النقاش.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استعاد حزبه الحاكم الأغلبية في البرلمان خلال انتخابات جرت الأحد الماضي، أوضح أنه يريد من الاتحاد الأوروبي عددا كبيرا من التعهدات التي بموجبها يتم الدفع صوب إجراء محادثات بشأن منح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي، وإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الاتحاد.
ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أن أردوغان بات في موضع قوة بعد الانتخابات، وفي ظل وجود ضغوط داخلية على الحكومات الأوربية إزاء تدفق اللاجئين.. راصدة سكوت مسؤولي أوروبا بالفعل عن انتقاد الحكومة التركية لممارستها ضغوطا على الإعلام المستقل والنظام القضائي لديها.
وأضافت أن ثمة مخاوف من أن "صفقة الهجرة" قد تمنح أنقرة نفوذا دائما يطمس مخاوف بروكسل إزاء الديمقراطية في تركيا، كما أن هناك مخاوف من أن الطريق الوحيد لضمان النتائج المرجوة، يتلخص في غض الطرف عن أي نهج تراه أنقرة صالحا للاستخدام لوقف اللاجئين عن التسلل إلى أوروبا.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنه في صلب المحادثات التركية-الأوروبية، لا تزال هناك خطة عمل غير مكتملة تلتزم بموجبها أنقرة بتكثيف دوريات خفر السواحل لديها، وتشدد الرقابة على حدودها البرية، وتتعامل مع تهريب العصابات والسماح للاتحاد الأوروبي بإعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا أوروبا عبر تركيا.
وفي المقابل فإن التعهدات الأوروبية في هذه الخطة تنطوى على تقديم دعم كبير لتركيا لمساعدتها في الإنفاق على 2ر2 مليون سوري ولاجئين آخرين تستضيفهم أنقرة حاليا.. كما تتعهد بروكسل أيضا بموجب الخطة بتوسيع نطاق المحادثات بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وتسريع وتيرة العمل على منح المواطنين الأتراك ميزة السفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة دخول.
وطرحت الصحيفة سؤالا حول مدى إمكانية تركيا الفعلية على الحد من تدفق اللاجئين، وسط تزايد أعداد الفارين من سوريا وفقدان اللاجئين الأمل في انتهاء الحرب الأهلية للأبد.