المؤسسات الدينية في دائرة الخطر بسبب الانخراط في المعترك السياسي.. «فتاوى الانتخابات» لمن يدفع أكثر برعاية «الأزهر» و«الأوقاف»
نقلا عن الورقي
وضع العديد من علماء الأزهر والأوقاف مصير المؤسسات الدينية الوسطية فى دائرة الخطر بعد أن تسبّبت تصريحاتهم فى توريط رأس المؤسسة فى عاصفة من الاستهجان لعدم قدرته على حماية الأزهر من خطر الانخراط فى المعترك السياسي.
حيث ظهر عدد من علماء ورجال المؤسسات الدينية الإسلامية يحرصون على الترشح بمُسمى الوسطية، فيما بارك بعضهم قوائم انتخابية بعينها، فى حين أفتى البعض بمُعاقبة الممتنعين عن المشاركة فى العملية الانتخابية كنوع من الترهيب والترغيب، قابلتها كافة طوائف المجتمع بالاستهجان، إلا أن المؤسسة الأم لم تحرّك ساكنًا تجاه هؤلاء.
الأزهر الذى بادر قبل أيام من بدء المرحلة الأولى ببيان طالب فيه علماءه أن يبتعدوا عن المُعترك السياسي، لم يكن على مستوى الحدث مما أطلقه عضو مجمع البحوث الإسلامية الذى أفتى بمعاقبة المُمتنع عن التصويت وأنه مثل "تارك الصلاة"، وما أشار إليه عضو هيئة كبار العلماء أن الملائكة تبارك قائمة "فى حب مصر"، تلك التصريحات التى أطلقها محمد عبدالمقصود حينما قال إن الملائكة تُبارك اعتصام رابعة العدوية، وغيرها من الأشياء التى أخذت على التيار الإسلام السياسى من خلط للدين بالسياسة.
بينما كانت تصريحات وزارة الأوقاف بشأن مساجدها المُحصنة من السياسة أشبه بكثير مما أطلقه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، من تصريحات للشو الإعلامي، حيث احتل أغلب أتباع حزب النور والتيار السلفى مساجد الإسكندرية، وقام أحد مرشحى الغربية بقرية بشبيش التابعة لمديرية أوقاف الغربية من استخدام المسجد فى غياب تام لإمام المسجد.
أستاذ الشريعة بالأزهر، الدكتور أحمد كريمة، أكد أن علماء الأزهر والأوقاف ليسوا مُنزهين أو مُؤهلين للفتوي، مشيرًا إلى أن الحديث عن المشاركة الانتخابية "واجب دينى" لا يزيد دور أهل العلم سواء من المُشتغلين بالعلوم الإسلامية أو الدعوة الإسلامية فيه عن حض الناس وترغيبهم فى نفع الوطن، حيث يقول الله تعالى: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وتابع: ما يتعلّق بالعملية الانتخابية يجب على أهل العلم الدينى الإرشاد فى حدود تطبيق أوامر ولى الأمر والمؤسسات الوطنية من حيث الدعوة للمشاركة، لافتًا إلى أن الصوت الانتخابى بمثابة شهادة، والله تعالى يقول: "وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا"، مشددًا على أنه لا ينبغى أن ينحاز أهل العلم إلى فرد أو فصيل وأن يبتعدوا بالكلية عن المدح والقدح، إلا إذا تيقنوا من وجود أضرار بالوطن من فرد أو جماعة وجب التحذير.
الداعية الإسلامى أسامة القوصى، قال إن ما حدث خلال الأيام الماضية من إصدار لفتاوى فى أمور ما، من قبيل إقحام الدين فى السياسة، هى مُزايدات رخيصة ومقيتة سبق أن اتخذ الجميع موقفًا منها، لافتًا إلى أن من يفتون بأن هناك عقوبة مُماثلة لإسقاط فريضة كالصلاة حال الامتناع عن التصويت أمور ما كان ينبغى أن يقع فيها عالم أزهرى يعى خطورة الإفتاء على غير قاعدة.