فنان وشاطر "حمار"
في ظل وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام الخطأ في مجتمعنا الشرقي لكتنولوجيا الجيل الرابع.. حيث يحاول البعض ترويج أخطاء نسبت قديمًا للغة العربية خصوصًا في الشعر الجاهلي الذي يصف لنا أشياء قد يحاول البعض تفسيرها على أنها جاءت من أجل الإهانة أو الاستهزاء بالآخرين أو ببعض أسماء المهن والغرض من ذلك هو إهانة الشخص أو اسم المهنة التي يتم ذكره علي سبيل السخرية ومن باب تسلية البعض عبر الفيس بوك وغيره.
لقد لاحظت منذ أيام بعض النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي يقومون بترويج لبعض أسماء أو كلمات قد تدل علي دلالات لبعض مهن قد تأخذ بمبدأ الشتائم والاستهزاء والسخرية دون البحث عن أصل هذه الكلمة أو السبب التي وردت من أجله أو الحدث الذي قيلت فيه هذه الكلمة، ولما قيلت في حين يتعمد الكثير منا التشويه المتعمد من خلال الترويج فبعض وسائل التواصل الاجتماعي والتي شوهت كل شيء حولنا وبثت لنا الشائعات دون دلائل علمية.
ضمن هذه الأخطاء التي يقع فيها البعض ويحاول ترويجها دون أسباب بالمعرفة كلمة فنان، وللأسف يروج الكثير بأن وصف فنان في اللغة العربية تعني "الحمار" وهذا خطأ فاضح، ففنان تطلق على صاحب الموهبة الفنية كالشاعر والكاتب والموسيقي والمصور والممثل وغيرها من المهن التي يوجد بها الإبداع والفكر، وقد جاء قديما بوصف الحمار الوحشي بأنه فنان وأول من استخدم هذا اللفظ هو الشاعر الجاهلي الأعشى، وقد أخذها بعض المعاصرين حين ذاك لتصبح كلمة فنان تطلق علي الحمار الوحشي ليس للاستخفاف أو السخرية بذلك.
فحين وصف الشاعر الحمار الوحشي بالفنان كان الغرض من هذا بأن له فنونا في القتال من العدو حيث يتفنن كيف يهاجم عدوه ويقضي عليه بذكاء ودهاء وفي وقت قياسي بضربات فنية وسريعة، هذا الأمر لا يعي أن كلمة فنان معناها في اللغة العربية الحمار كما يحاول البعض ترويج لهذا الخطاء في وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن الكلمات أيضا التي وصفها البعض بأنها تعني في اللغة العربية معني الحمار كلمة "شاطر"؛ ولكن على العكس فكلمة شاطر تعني الشخص الفهلوي الذي يستطيع تدابير أموره بكل حرفية دون الاعتماد علي الآخرين؛ ولكن يحاول البعض هذه الأيام أن يظهر لنا بعض المخالفات ويعتمد علي بعض أخطاء بمن وصفو بعض ألأشياء بدلالة الأمور لحدث معين أو وصف شيء حين ذاك،
فكلمة شاطر أيضا لا تعني في قاموس اللغة العربية بالحمار كما يوصفها البعض، فقد جاءت قديما بوصف الشاطر حسن والذي كان يعمل قاطع طريق واستطاع بذكائه ودهائه بأن يجذب قلب وعقل بنت السلطان وأجبرها على حبه، وحين سألته لما سمي بالشاطر حسن قال لها أنه يستطيع تدبير أمور حياته؛ فلذلك سمي بالشاطر حسن ولكن مع مرور الزمن نسي الناس المعني الأصلي للشاطر وأصبحت تستخدم مصطلحا علي من يستطيع أن يتدبر بعض الأمور سواء بالفهلوة أو بالخداع أو بالغش المهم أن يعيش وان يصل ألي ما يريد.