"العربية" يكشف مصير مفقودي بعثة الحج.. المصادر الرسمية تعلن 53 مفقودًا.. ومصادر بـ"الأوقاف" تؤكد: جميعهم أموات
أدى تدافع حجاج بيت الله الحرام في 24 سبتمبر الماضي، إلى عدد كبير من الضحايا والمفقودين بين صفوف بعثة الحج المصرية حيث أعلنت وزارة الأوقاف المنوط بها مراقبة البعثة ارتفاع أعداد الوفيات إلى 182 وفاة، و53 مفقودًا، ما جعل الجميع يتساءل عما أصاب هؤلاء المفقودين من موت أم تهرب إلى العمل في صفوف المملكة السعودية.
وعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين يوما على الحادث إلا أن المسئولين عن البعثة وفي مقدمتهم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة لم يستطيعوا تفسير وجود حالات من المفقودين في صفوف بعثة الحج, بل يكتفي أغلبهم بانتظار إدراج أسمائهم في الوفيات كأرقام جديدة تضاف وفقًا للإحصائيات والبيانات الصادرة من المملكة العربية السعودية المنوط بها عمل تحقيقات موسعة في هذا الأمر دون أن يكون للمسئولين في مصر دور في متابعة تلك التحقيقات.
وقالت مصادر مطلعة بالأوقاف، فضلت عدم ذكر اسمها، إن المسئولين
المصريين على علم بوفاة أعداد كبيرة من تلك الأعداد التي أشارت إلى فقدانها على
أثر حادث "مني"
المأسوي، لافتة إلى أنهم طالبوا بتحليل "DNA" لأقارب
الضحايا من أجل إطالة أمد الإعلان عنهم كوفيات جديدة في صفوف البعثة
التي عانت من
إهمال شديد وتجاهل للأزمة لأسباب سياسية وخشية تحميل السعودية المسئولية
كاملة عن
وفاة ما يزيد على سبعمائة حاج على الأقل وأشارت المصادر لـ"العربية" إلى
أنه ليس هناك فائدة من الانتظار طويلا، خاصة أن رجوع الوزير الدكتور محمد مختار
جمعة بعد قرار مد البعثة أكبر الدلائل على أنه ليس هناك أمل في العثور على أحياء
ضمن تلك الأعداد التي صرح من قبل بأنها مفقودة.
مؤكدًا أننا بانتظار الإعلان عن أكبر عدد من الضحايا في تاريخ الحج وقالت
إنه ليس هناك تصريحات رسمية سعودية أو مصرية قادرة على إعلان حجم البعثة كاملة ما
بين
قتلى ومصابين ومفقودين ما يجعل هناك كارثة كبرى حدثت والجميع يسعى
للتكتم عليها،
مشيرًا إلى أن حادث" مني" وفق روايات القادمين من الحج
تؤكد أن سبب
التدافع هم الحجاج الإيرانيون الذين سارعوا إلى عبور النفق أثناء
غلقه من قبل
السلطات السعودية لعبور موكب أحد الإمراء الأمر الذي أدى إلى سقوط هذا الكم الكبير من الضحايا.
وطالبت المصادر وزارات الدولة المعنية ببعثة الحج الأخيرة بداية من
وزارة الأوقاف مرورًا
بوزارتي الصحة والخارجية أن يمتلكا الشجاعة الكافية للإعلان عن عدد
المصريين الذين
شاركوا في البعثة الكاملة وأن تكون الأرقام المعلنة توافق تلك الأعداد
ما بين
القتلي والمصابين والمفقودين في إطار المصارحة والمكاشفة التي يصرح
بها الوزير،
متسائلة عن أسباب وجود أرقام مبالغ فيها كتعويضات في حادث الرافعة،
وغيابها عن
حادث "مني" الذي يروج له كجزء من حادث قدري بالرغم من وجود
شبهات جنائية
واتهامات متبادلة أطلقتها المملكة ذاتها تجاه إيران.
الشيخ محمدعبد الرازق رئيس القطاع الديني
بالأوقاف، قال إن وجود مفقودين لا يعني أنهم بين اﻻموات أو المصابين، مشيرًا
الى أن وجود المفقودين أمر طبيعي لا يزد على كون هناك بعض من كبار السن قد يضل
طريقه عن البعثة ولا يستطيع التواصل معها إلى الآن.
وأشارعبد الرازق في تصريحات لـ"العربية" إلى أن جهود البحث
عنهم مازالت مستمرة للعثور عليهم بين الأحياء والأموات، لافتًا إلى أن الوزارة لا
تدخر جهدًا.
كما أن المسئولين يبذلون جهدًا كبيرًا للوصول إلى أماكنهم ونجحت في
الكشف عن عدد كبير
منهم حيث انخفضت الأعداد من 94 الي 53 مفقودًا.
ونفى رئيس القطاع الديني أن يكون المفقود قد تعرض للخطف، أو يكون
لحادث منى أبعاد سياسية أو شبهة جنائية، معلنًا انتظارهم لما تسفر عنه نتائج
التحقيقات الخاصة بالمملكة، مشددًا لا يمكن بأي حال من
الأحوال أن يغادروا المملكة إلى مكان آخر.
في حين، أكدت الجالية المصرية في الرياض أن الأرقام التي أعلنتها
وزارة الأوقاف بشأن القتلي والمفقودين، لافتة إلي أن حملتها على صفحات التواصل
الاجتماعي "فيس بوك" أسفرت عن إعادة نحو 20 مفقودًا إلي الآن، والكشف عن
هوية 47 آخرين.
مشددين أن العدد تخطى المائة مفقود على أقل التقديرات.
وقالوا إن الدور الذي تقوم به البعثة المصرية والقنصلية بجدة لا يليق
بمكانة مصر، مشددين
أن بعضًا من المفقودين غائبين من فترات طويلة وليس هناك أي تعاون
فيما يخص كيفية البحث عنهم ما يعرض حياتهم للخطر في ظل رصد حالات من كبار السن
الذين يتطلبون رعاية صحية خاصة، موضحين أن حملتهم للبحث عن المفقودين تتضمن البحث
عنهم في المستشفيات ووضع صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي وبكافة الأماكن
القريبة من
موقع الحادث.