في ذكرى عاشوراء.. "الحسين" في قبضة الأمن.. "جمعة" يخشى انحرافات الشيعة.. و"الهاشمي": الزوار من جميع المصريين.. ونشكو إلى السيسي ظلم "الأوقاف"
أول مرة منذ إنشائه في عام 1154م، يخضع ضريح مسجد الإمام الحسين لقرار إغلاق أصدرته وزارة الأوقاف أمس الخميس تحسبًا لممارسات غير منضبطة من قبل الشيعة المصريين، واضعة إياه تحت حراسات أمنية مشددة يومي الجمعة، والسبت، تزامنًا مع الاحتفالات بذكرى استشهاد الإمام الحسين.
وفي عام 549 هجرية - 1154 ميلادية بنى الوزير الصالح طلائع مسجد الإمام الحسين في عهد الدولة الفاطمية، حيث ضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
وترجع تسمية المسجد إلى اعتقاد الكثيرين بوجود رأس الإمام الحسين مدفونا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
الأوقاف قالت إن قرار إغلاق
الضريح الذي اتخذته يهدف إلى "منع الأباطيل الشيعية" التي تحدث يوم
عاشوراء، وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام، مؤكدة أن الإغلاق
يسعى إلى تفادي ما يُمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات، مشددة أنها ستتخذ كافة الإجراءات
القانونية، تجاه أي تجاوز يحدث.
وردًا على ذلك القرار قال
الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت: كنا نتمنى أن يكون لوزارة الأوقاف
موقفا غير هذا، مشيراً إلى أنه بدلا من أن تقيم الوزارة عزاء وتتحدث عن مظلومية آل
البيت تغلق الضريح أمام الزوار، ونحن نعلم أن الزوار ليسوا من الشيعة فقط بل من
المصريين بمختلف طوائفهم ليستمدوا من حفيد رسول الله البركة ويتقربون إلى الله
تعالى بزيارته.
وأشار
الهاشمي في تصريحات لـ"العربية نيوز" إلى أن هذا القرار مخالف لسياسة
وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ومخالفا للدستور الذى كفل حرية العقيدة للجميع،
وأن الإمام الحسين ليس للشيعة فقط بل لكل الناس، متسائلاً:"كيف يتم إغلاق
الضريح عن كل المصريين".
وشدد على أن شيعة آل البيت عليهم السلام، شريحة من شرائح المجتمع، لافتًا: "نحن أبناء
وشيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب ولنا فى الحسين نسب وأتباع"، مطالبا
وزارة الأوقاف أن تراجع موقفها اليوم وتفتح الباب وتلقى كلمة عن المناسبة فى
المسجد وتدعونا إليه، ليس معارضة لوزارة الأوقاف بل علينا إجراء الزيارة فى هذا
اليوم ونرفع إلى الرئيس السيسى مظلوميتنا لكى يتدخل ويتصرف فى هذا الأمر، وكنا لا
نود أن تكون وزارة الأوقاف فى هذا الموقف والتى من المفترض أن تدعو إلى المودة
والتعايش ونعتقد أنهم دعاة وسطية ونحن شريحة من الشعب نصلي فى مساجد الأوقاف.
في حين وجه القيادي الشيعي
عماد قنديل المتحدث باسم جمعية "أحباب العترة الشيعية" نداء إلى أصحاب
العقول وممن يراعي المصلحة الشرعية للأمة ويؤمن بأن الإنسانية أسرة واحدة من رجال
الأزهر، من أجل وأد الأصوات التي تمتهن عقائد الآخرين وقد تزينت بلباس الأزهر وهو
بريء منهم.
وفي سياق متصل، أكد
مرصد الأزهر على أهمية التعايش مع الشيعة حيث يقول :إن التعايش بين السنة والشيعة
ضرورة حياتية ومصلحة شرعية ملحة في العصر الحاضر في ظل المتغيرات الدولية التى
يعيشها المسلمون اليوم، وقد تعايش السنة والشيعة عبر العصور المختلفة فى ظل مجتمع
واحد يسوده التعارف والحب والإخاء، وإن وجدت بعض الحوادث فهى قليلة نادرة،
والمتأمل فى واقع المسلمين اليوم يجد أن هناك أيادى خفية تعمل فى الظلام للتفريق
بين المسلمين سنة وشيعة، فيجب علينا أن نسد على أعداء الأمة الثغرات التى يدخلون
إلينا من خلالها، وأن نتعاون فيما بيننا فى القواسم المشتركة وهى كثيرة".
وأضاف
المرصد فى تقريره أنه "علينا الاعتراف بالتعددية وقبول الآخر، واعتماد نهج
الحوار فى قضايا الخلاف، والابتعاد عن السباب واللعان والشتائم، كما أن التعايش
السلمى لا يتحقق إلا بالمساواة بين أفراد الأمة فى الحقوق والواجبات، وتكافؤ
الفرص، من دون تمييز أو تصنيف، وبالاحترام المتبادل بالتوقف عن التعبئة والتحريض
من كل جهة تجاه الأخرى، مطالبا الشيعة ضبط انفعالاتهم، ومراعاة مشاعر إخوانهم من
أهل السنة بمنع أى إساءة لأحد من الخلفاء وأجلاء الصحابة.