"العربية نيوز" تفتح ملف الحجاج المفقودين.. أهالي الضحايا: ليس للمصريين ثمن.. و"الأوقاف" تقدم معلومات "مغلوطة".. و"DNA" كلمة سر الأزمة
- نصرة
عبيد.. تركها زوجها لإنقاذ ابنهما.. وعينة التحليل الأمل الأخير في العثور عليها
- أهالي الضحايا:
"الخارجية قالت لنا روحوا دوروا عليهم".. وشقيق أحدهم يبدأ رحلة البحث
في السعودية
- أقارب الحجاج: المصري
ليس له ثمن.. وكرامتنا مهانة بالداخل والخارج.. والفيس وسيلتنا للبحث عنهم
- الأوقاف"
تقدم أرقامًا "مغلوطة" عن الضحايا.. "DNA" كلمة سر الأزمة
مئات
الحجاج في عداد المفقودين حتى اليوم بعد حادث التدافع بين الحجاج بمشعر
"منى"، الذي أدى إلى وفاة المئات الحجاج وإصابة الكثير .
لم تقف
الكارثة عند هذا الحد بل فهناك الكثير من الضحايا لم ترصدهم الجهات الرسمية
بالحادث، كما أن هناك مفقودين فقدوا آلية الاتصال مع ذويهم ومازال البحث عنهم جارٍ حتى الآن.
كشف
الحادث عن مدي تقاعس المسئولين المصريين في البحث عن الحجاج المفقودين، وأثبت أن
المصري ليس له ثمن، وهذا ما أكده أهالى الحجاج المفقدودين الذين لجأوا إلى الجهات
الرسمية لتقديم البلاغات لإجراء البحث عن ذويهم، فكانت النتيجة صادمة حيث تعرصوا
للهانة ووجد كثير منهم من اللامبالاة.. فلم يكن هناك طريق أمام الكثيرين منهم سوى
مواقع التواصل الاجتماعي، كوسيلة البحث عن ذويهم بعد أن أغلقت الجهات الرسمية
الأبواب في وجوههم.
ففي هذا السياق.. أفاد إبراهيم محمد نجل أحد الحجاج المفقودين، أن والدته "تباسم عبد الله العسقلاني"، 65 سنة، ذهبت في زيارة لأخيه المقيم بالسعودية "صبحي محمد الجرادي"، 39 سنة، لأداء فريضة الحج، ثم فقد الاتصال بهما.
"فقدنا الأمل.. وبقينا منتظرين شهادة وفاتهم".. كلمات نطق بها الشاب محمد إبراهيم بعد أن فشل في البحث عن شقيقة ووالدته. بعد أن أغلق المسئولون المصريون أبوابهم في وجهه.
أشار إبراهيم إلى أنه كان على تواصل مع والدته وأخيه حتى يوم عرفة، لكن انقطع الاتصال
عنهم نهائيًا حتى الآن ولم تصله أي أخبار.
أسماء الضحايا سقطت من الكشوف الرسمية.. و"الخارجية": "دوروا عليهم"
توجه إبراهيم لشئون المواطنين بوزارة الخارجية، لتقديم بلاغ عن فقدان شقيقة وأمه. فأبلغوه "بأنهم ليسوا مفقودين وأسماؤهم ليست مدرجة بالكشوف الرسمية للحجاج المفقودين. فأصر على عمل البلاغ وأكد لهم أنه يبحث عنهم منذ أسبوع ولا توجد أي معلومات، ففوجئ بردهم الصادم "روح دور عليهم، ولو ملقتهومشي ابقى تعالى"، فضلا عن مهاجمته وتوبيخه بالكلمات غير اللائقة.
وتساءل: "هل دور المسئولين هو أن يساعدوننا أم يهاجموننا؟، مضيفًا "المصري ليس له ثمن
ولا كرامة بالداخل ولا بالخارج، كما أن المسئولين لا يقومون بواجبهم ولا يعرفون
سوى الشو الإعلامي فقط"، مطالبًا بمعاقبة كل مسئول تقاعس عن واجبه في البحث عن
الحجاج المفقودين، واستبعاده من منصبه.
ووجه إبراهيم نداء للرئيس وللمسؤلين "اهتموا بالبحث عن أهلنا.. عايزين نوصل لأي
معلومات حقيقية".
"الفيس" وسيلة البحث عن المفقودين
من جانبها قالت شيماء محمود، إنهم فقدوا أخت
"خالتها" علية عبد القادر عيس، أثناء تأدية مناسك الحج.
وأفادت
بأنها مختفية منذ اول يوم العيد، لا يعرفون عنها، ولكنهم فجئوا بشخص غريب يرد على
الهاتف ليخبرهم بأنه وجد هاتفها ملقى على الأرض.
وأشارت
إلى أن هناك شهودًا يقولون إنهم رأوها ضمن الذين سقطوا في الحادث، حيث كان هناك
تدافع قوي بين الحجاج إضافة لشدة حرارة الشمس الأمر الذي أدى لسقوط كثير من الحجاج.
وأشارت إلى أنهم توجهوا لإجراء تحليل "دي إن إيه"، بناء على تعليمات وزارة
الداخلية، لمطابقته بتحاليل الحجاج المصابين والوفيات، في محاولة للتوصل عن
المفقودين.
وأضافت أنه مازال لديهم أمل، ويتواصلون مع مجموعة من الأصدقاء على صفحات التواصل
الاجتماعي للبحث عن المفقودين.
نصرة
عبيد.. تركها زوجها لإنقاذ ابنهما
وفي السياق ذاته، طالب أحمد سلامة ابن شقيق "الحاجة نصرة
عبيد- 45 سنة" السلطات السعودية، بتكثيف عمليات البحث عن عمته خاصة من بين
مصابي حادثة التدافع في منى.
وأوضح أن
عمته سافرت في زيارة لزوجها وشقيقها اللذين يعملان هناك، واستغلت الفرصة لأداء فريضة
الحج معهما وقد اصطحبت كذلك ابنها "البالغ من العمر 8 سنوات"، لكن لم تكتب لها
السلامة خلال الطواف الأخير لرمي الجمرات، حيث وقع حادث التدافع وسقط زوجها وابنها
على الأرض وهي على قرب منهما، وقد شاهدها زجها ورجال الإنقاذ يحاولون إسعافها
ورفعها إلى أنه لم يتمكن من اللحاق بها بسبب محاولته إنقاذ ابنهما الصغير، ومن
وقتها لا يعلم عنها أي شيء.
وأضاف ابن
شقيق المفقودة أن زوجها وأخيها بذلوا جهودًا كبيرة إلا أن أي منهم لم يستدل على
مكانها.
"DNA" كلمة سر
الأزمة
وتمثلت آخر مساعي البحث عن نصرة عبيد في أخذ عينة من كل من
ولدها وشقيقها بالسعودية، ليتم عمل تحليل الحامض النووي ومطابقته مع المصابين على
أمل أن يتم العثور عليها بينهم.
شقيق
أحد المفقودين يبدأ رحلة البحث في السعودية
قال الدكتور أحمد فؤاد خليل، نائب مدير عام
بنك مصر، إن شقيقه محمد فؤاد خليل ، يقيم منذ عام بالسعودية، حيث
يعمل أستاذًا بجامعة الدمام، الذي فقد خلال حادث شعائر منى.
وأضاف أن
شقيقه كان بصحبة أفراد أسرته المكونة من زوجته وولديه عبد الله 17 سنة وإبراهيم
14 سنة، اصطحبهم للإقامة معه والذين كانوا يؤدون معه شعائر الحج، حيث فوجئوا
بتدافع الحجاج واختفاء شقيقه.
وأكد أنه
منذ لحظة اختفاء شقيقه وهو على اتصال دائم بأفراد أسرته، بالإضافة إلى مجموعة من
أصدقائه المصريين والسعوديين الذين تفرغوا لمهمة البحث عن شقيقه المفقود.
وأشار
شقيق المفقود، إلى أنه لجأ إلى قرار السفر للملكة العربية السعودية للبحث بنفسه عن
شقيقه بعد أن باءت كل المحاولات حتى الآن بالفشل، موضحًا أنه منذ لحظة اختفاء
شقيقه وهو يتابع مع القنصلية المصرية بالسعودية، حيث تم تسجيل بيانات شقيقه ضمن
المفقودين.
كما أكد
"أحمد" أن الخارجية المصرية سهلت له مهمة سفره للبحث عن شقيقه، بعد ان
تقدم بطلب بعرض الحصول على خطاب موجه لسفارة المملكة العربية السعودية بمصر
لاستخراج تأشيرة السفر، مشيرًا إلى أنه بصدد إنهاء الإجراءات والسفر خلال أيام.
الأوقاف" تقدم أرقامًا "مغلوطة" عن الضحايا
من جامب آخر، عبرت سالي السيد "ابنة إحدى الحجاج المفقودين في بعثة الحجاج" عن مدى خيبة أملها في مساعي جهود البعثة المصرية في العثور على أمها، بما فيهم وزير الأوقاف الذي اتهمته بأنه نشر أرقام تليفونات خاطئة، لتواصل الوزارة معهم.
وأوضحت
سالي أن والدتها نجوی عباس علي الشافعی قد سافرت ضمن بعثة القرعة
التي نظمتها محافظة الإسكندرية، ضمن المجموعة رقم 20، وكانت نزيلة بفندق "الشيخ
محمد السيف اليماني"، واختفت منذ فجر أول يوم العيد.
وأضافت "سالي" أنها تلقت مؤخرًا معلومات بوجود والدتها بمستشفى "نمرة"، حيث كان اسم والدتها
من ضمن أسماء المصابين التي نشرتها صحيفة المساء، ولكن عندما ذهبت أختها لتفقد
الأمر لم يجدوا أثرا لوالدتهم.
كما اتهمت الدكتور هشام عطا، رئيس البعثة الطبية للحج، بإهمال مسسئولياته، واستدلت على ذلك بنشر البعثة لمعلومات غير صحيحة.
وتساءلت
"فين المسئولين اللي في البلد دي، حتى وزير الوقاف نشر أرقام استعلامات طلع
غلط، جورنال حكومي نشر أسماء مصابين في مستشفى وطلعت غلط.. أنتم بتكدبوا علينا
ليه؟ لو مش قارين توصلوا للحقيقة قولوا إنكم عجزة.. إنما ليه التضليل وفين الحكومة
والرئيس من كل المهزلة دي؟!.